«الجزيرة» - الرياض:
ذكر تقرير بعنوان «قطر والأزمة الخليجية»، تم نشره بواسطة جمعية هنري جاكسون بتاريخ 30 نوفمبر 2017 أنه منذ شهر يونيو من عام 2017، تمت مقاطعة قطر من قبل المملكة والبحرين والإمارات ومصر. وأغلقت المملكة المنفذ القطري البري الذي يربطها بقطر ومُنعت الدوحة من الدخول إلى المجال البحري للدول الأربع. وعلاوة على ذلك، منعت الدول الأربع قطر من استخدام مجالها الجوي وفرضت قيوداً على السكان القطريين، بالإضافة إلى أنها طلبت من مواطنيها مغادرة قطر خلال 14 يوماً، باستثناء مصر.
وتضمن التقرير الذي كتبه الباحث السياسي كايل أورتون أن قطر كانت تضع نفسها كوسيط أو كملاذ للمعارضين. ونقلت حماس مكاتبها إلى الدوحة بعدما أجبرتها مشاكلها السياسية على مغادرة دمشق، كما تتواجد طالبان دبلوماسياً في قطر، كما هرب العديد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ومؤيديها إلى قطر في عام 2013. حيث كان يهدف هذا الدور الذي تلعبه قطر إلى زيادة النفوذ السياسي والقوة الناعمة لها في المنطقة، وكانت تلعب قطر هذا الدور منذ تقديمها الدعم للمجموعات مثل حماس والجماعات التابعة للإخوان المسلمين أو الملهمة من المتطرفين. وهذه السياسة أغضبت الدول المتضررة، كما أن عادة قطر في استضافة المطلوبين في الدول الخليجية الأخرى ومنحهم الجنسية وإعطائهم وقتا للظهور على شاشات التلفزيون يُعد سلوكاً تخريبياً.
وأضاف التقرير أن قطر كانت دولة محورية في إطلاق سراح الرهائن، خصوصاً مع جبهة النصرة المتطرفة، وقامت بمنح أو تسهيل دفع الفدية بمبالغ كبيرة ومهمة من الناحية العملية لمثل هذه الجماعات الإرهابية. نظراً لأن قطر تظهر دعمها للعديد من المتطرفين، في الداخل والخارج، من باب الدفاع عن حقوق الإنسان لهؤلاء الأشخاص الذين تطاردهم الأنظمة الأخرى.
أبرز ما ورد في التقرير:
- استضافة قطر للمخربين والإرهابيين تحت غطاء توفير حق اللجوء للمعارضين. وأن الدوحة تسمح للأفراد المطلوبين من الدول المجاورة بالعيش داخل أراضيها، وتمنح عددا كبيرا منهم الجنسية، وتتيح لهم مجالا في وسائل الإعلام لترويج عن وجهات نظرهم وانتقاد الحكومات المجاورة لها هي مسألة لا غبار عليها. وهذا يعتبر تشجيعا للأفراد الذين ينشرون الكراهية ويعرضون الأمن الإقليمي للخطر.
- دعم قطر للمجموعات الإرهابية، وأن قائمة الجماعات التي تدعمها الحكومة القطرية وبشكل واسع، بما فيها تنظيم داعش والقاعدة وحزب الله اللبناني والحوثيين اليمنيين وجماعات شيعية عنيفة عدائية في البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة. ولأسباب تتعلق بالنطاق، لن يتناول هذا الجزء من التقرير، على سبيل المثال، دعم قطر للشخصيات المثيرة للجدل مثل رجل الأعمال الثري خميس الخنجر في العراق، الذي يعتبره البعض مصدر عدم الاستقرار. بل سيركز هذا الجزء فقط على أولئك الذين تلقوا دعما قطريا ويمكن تصنيفهم بشكل عادل على أنهم إرهابيون.
- حالة حقوق الإنسان المحلية في قطر، وزعم قطر في مسألة الدفاع عن الحقوق المحلية. حيث تزعم أنها توفر ملجأ آمناً للإرهابيين والهاربين من الحكومات الأخرى.
التوصيات:
- يجب أن تعالج قطر الاتهامات الصحيحة الموجهة لها من الدول الأربع المقاطعة.
- يذكر التقرير أن قطر اتخذت بعض الخطوات لمعالجة بعض من هذه القضايا بالفعل، خاصة في توقيعها لمذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة التي ستجعل النظام البنكي القطري متاحاً لمسؤولي وزارة الخزانة الأمريكية. بالإضافة إلى ضغطها على حماس من أجل الموافقة على المصالحة مع السلطة الفلسطينية.
نقاط يجب العمل عليها:
1 - تحييد الإرهابيين المصنفين على قائمة الإرهاب: سواء عن طريق القبض عليهم أو طردهم، ويمكننا معالجة هذا الأمر بأخذ كل قضية على حدة.
2 - وقف تمويل الإرهاب: هذا يتضمن تطبيق اللوائح والتأكد من إغلاق جميع الثغرات ومنع استخدام المنظمات القطرية من قبل نشطاء خارجيين، مثل أعضاء القاعدة الذين يعملون في إيران تحت حماية الحكومة الثورية.
3 - الحد من خطاب الكراهية والتحريض في الإعلام: يجب أن يتم اعتبار الجزيرة كجزء من السياسة الخارجية القطرية، وأن حجة الدوحة باعتبار الجزيرة قناة مستقلة وأنها مسألة داخلية هو أمر بكل بساطة غير موثوق. وهناك آليات لتنظيم البث في القنوات - مثل أوفكوم - التي تتجنب سيطرة الحكومة المباشرة على الصحافة.
4 - استمرار الضغط على قطر من أجل تحسين حقوق الإنسان: أهم القضايا هي وضع المرأة ومعاملة العمال الوافدين.
***
معلومات عن كاتب التقرير:
كايل أورتون باحث في مركز الاستجابة للتطرف والإرهاب في جمعية هنري جاكسون. يملك درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية من جامعة ليفربول، وكانت رسالته لدرجة الماجستير تتحدث عن فعالية الأنظمة والسياسات في التعامل مع اللاجئين السوريين في لبنان. يعمل كمحلل في الشرق الأوسط، ويركز على سوريا والعراق والجماعات المسلحة، وقد شارك السيد أورتون في عدد من المؤتمرات حول سياسة مكافحة الإرهاب في الناتو. وساهم في كتابة التاريخ الرسمي لوزارة الدفاع الأمريكية عن حرب العراق. وقد نشر السيد أورتون في العديد من الصحف، بما في ذلك: نيويورك تايمز، ووول ستريت جورنال، وفورين بوليسي، وذي تلغراف، وذي إنديبندنت.
***
معلومات عن جمعية هنري جاكسون
تأسيسها: 11 مارس 2005
مقرها: برج ميلبانك في لندن، المملكة المتحدة
جمعية هنري جاكسون هي مؤسسة بحثية وقوة لتشكيل السياسات، تحارب من أجل المبادئ والتحالفات التي تبقي المجتمعات حرة، وتعمل عبر الحدود وخطوط الأحزاب لمكافحة التطرف، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان الحقيقية، واتخاذ موقف في عالم يتسم بالغموض بشكل متزايد.