د.عبدالعزيز الجار الله
تناول الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف جانباً مهماً من تاريخ وحاضر مدينة الرياض وأعاد الفضل لله ثم للملك سلمان بصفته أميراً للرياض لمدة ليست قصيرة، خطط لبناء وعمران وطراز مدينة الرياض حتى أصبح تصميم وطراز الرياض سمة اختصت به مدينة الرياض بتسمية أطلقها كاتب المقال الأمير بن عياف (الطراز السلماني) حيث يقول : نشأ وتأسس طراز عمراني جديد يستحق تسميته بالطراز السلماني، وهو طراز يستلهم ويحاكي في بعض مفرداته العمارة التقليدية للرياض وتخطيطها العمراني القديم، مع معرفة بضرورة احتواء المستجدات الحديثة... لعل الأمر يتيسر في مناقشتها في كتاب مستقل يتتبع البدايات التاريخية لمثل هذا التوجه ويعني بالطراز السلماني ورصد عناصره ومفرداته في مشاريع العاصمة. (انتهى، جريدة الجزيرة، الاثنين الماضي 9-3-1439 / 27 نوفمبر 2017م).
لهذه الأسباب والمعطيات يمكننا أن نقول أن الرياض تم تجنيبها الكوارث بكل أشكالها من أمطار وسيول منقولة وانجراف وغير كما يحدث في بعض المدن والعواصم، لأن الملك سلمان و بفضل من الله وتوفيقه وضع بصمته في خطط الرياض وباشر وأشرف على البنية التحتية للرياض التي تحولت في إحدى المراحل إلى ورشة عمل، وكان في ذهن أميرها والمشرف على إعمارها أن تكون أنموذجاً للمدن السعودية، وحلم أن تكون أنموذجاً للعواصم العربية، وحلم آخر أن تكون بضخامتها وعمرانها وتنظيمها أقوى المدن والعواصم الآسيوية، وفِي طموح آخر أن تعد من ضمن العواصم العشرين في الاقتصاد والحداثة والتخطيط العمراني، والحمد لله تحققت معظم الأحلام والطموحات، وأصبحنا من أقوى المدن والعواصم المؤثرة، وأصبحت الرياض المدينة والدولة السعودية من دول العشرين والأبرز في آسيا، والأكثر تحضراً وتحديثاً في العالم قياسا بالمساحة والمشروعات العملاقة والتي تبلغ مساحة عمران المدينة (2000) كيلومتر مربع ، أما مساحة منطقة الرياض فإنها تصل إلى (380) ألف كيلومتر مربع.
لذا بناء مدينة بهذه المساحة والزمن القصير، وإدارة منطقة بهذا الاتساع تشكل بنسبة مئوية (20 %) من مساحة المملكة (2) مليون كيلومتر مربع، يعتبر من التحديات الصعبة لإدارة عاصمة متغيرة وسريعة في النمو وحركة السكان.