فهد بن جليد
الفرحة البادية على وجوه ومحيا السعوديين، والاستعدادات المُبكرة للاحتفال بذكرى اليوم الوطني (السادس والأربعين) لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الذي يُصادف اليوم الثاني من ديسمبر, تدلك على أنَّ الاحتفالات بهذه المناسبة الكبيرة، لم تعد تخصُّ الأشقاء الإماراتيين وحدهم، فإخوانهم السعوديون هنا وفي كل مكان، معنيون أيضاً بهذه الفرحة، في نموذج تكاملي شعبي ورسمي كبير وفريد بين قيادتي البلدين العظيمين والشعبين الشقيقين، فهذه الوحدة السعودية الإماراتية تخطت كل الأطر التقليدية المُتعارف عليها في علاقات الدول، وما قد تحلم به أي دولتين وشعبين جارين، إلى ما يُشبه التوافق التام في كل شيء، عندما اختلطت دماء شهداء البلدين على الحد الجنوبي دفاعاً عن الشرعية في اليمن، وحرصاً على تماسك الأمة العربية والإسلامية، فالدور السعودي والإماراتي فاعل للتصدي لكل ما يهدد أمتنا ومنطقتنا، وهما صمَّام الأمان مع منظومة الأشقاء.
إنَّه نموذج استثنائي أن يحتفل شعب بذكرى اليوم الوطني لشعب آخر، ولكنَّه نموذج سعودي إماراتي، خليجي، عربي، إسلامي، تحقق على أرض الواقع عندما شعر (الشعبان الشقيقان) أنَّهما شعب واحد، بفضل نجاح قيادة البلدين في ترسيخ وتجسيد هذا المفهوم، في أروع مبادئ التآخي والتكامل والتعاضد بينهما، في وحدة المصير والهدف المُشترك (سياسياً، واجتماعياً، وأمنياً، واقتصادياً، وتنموياً) على طريق الوحدة الخليجية المُنتظرة، التي تحوَّلت في هذا النموذج الراسخ بين البلدين والشعبين الشقيقين، من شعارات ونظريات تُردَّد، إلى واقع ملمُّوس ومُعاش في الرياض وأبوظبي وجدة ودبي وغيرها من المدن والإمارات على حدٍ سواء.
نحن نعيش حالة من الارتباط التكاملي والشراكة الحقيقية بين البلدين والشعبين، تجاوزت علاقات الدول إلى ما هو أسمى وأعظم كأهم نموذج وحدة وتكامل بين بلدين عربيين اليوم، من أجل رسم مُستقبل زاهر وآمن تتحقق فيه أحلام أبناء هذه المنطقة وسعادتهم بالحياة الآمنة الكريمة المُزدهرة، لذا لا غرابة أن تسمع صدى فرحة الإماراتيين بيومهم الوطني السادس والأربعين تتردد بكل حب وإخاء على مسامع السعوديين، وأعلامهم ترفرف في سماء المملكة، وكل عام و(دار زايد) وأبنائه من خير وعز إلى مثله وأفضل.
وعلى دروب الخير نلتقي.