يعد يوم الثاني من ديسمبر من عام 1971م منصة انطلاق تاريخ جديد في المنطقة العربية حيث خلقت هذه المنصة وضعًا جديدًا على يد الحكيم الراحل المغفور له - بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- عندما قاد ثورة تنموية شاملة في المنطقة. وكانت بداية تلك الثورة إعلان الاتحاد الإماراتي يوم الثاني من ديسمبر المجيد من عام 1971م لتشمل رؤيته الحكيمة والرائدة في المنطقة كل مناحي الحياة في الإمارات العربية المتحدة وفي زمن قياسي أذهل المنطقة والإقليم على السواء.
ولم تنحصر تلك الثورة الوحدوية والتنموية الزائدية على لم الشمل وانضواء كل الإمارات تحت علم وشعار وقيادة واحدة فقط، بل شملت شتى مناحي الحياة في وجدان الشعب الإماراتي وعلى إثر هذا التوجه الحكيم من الحكيم زايد حدث طوفان علمي يقضم شبح الجهل فانتشر التعليم في المجتمع الإماراتي، وأسس -رحمه الله- البنية التحتية في الدولة الفتية، وانطلقت المشروعات في كل اتجاه ولتصبح دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عقدين من الزمن منارة يستشهد بها في المحافل الدولية والإقليمية، وقبلة يتوجه إليها من شتى أنحاء المعمورة.
وفي المقابل حدثت في المنطقة - قبل وبعد - عدة ثورات في عدد من الدول الجمهورية للنهوض بتلك الدول إلا أن النتائج لم تكن في مستوى الطموحات بل البعض من تلك الدول دخلت في متاهات سياسية طويلة لا تزال تعاني منها تلك الأقطار حتى اللحظة، في حين أن برنامج الشيخ زايد -رحمه الله- نجح نجاحًا منقطع النظير ومن هنا نستطيع القول إن زايد هو أول من أعلن ثورة التغيير والنهوض في المنطقة ونجح باقتدار، بل سعى جاهدًا لنقل أفكار تلك الثورة المباركة إلى الأقطار العربية أو بعضها ولكن.
لقد أضحت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم وبفضل القائد المؤسس الشيخ زايد -طيب الله ثراه- ثم بمسيرة أبنائه على خطى المؤسس في تنافس وتزاحم مع الدول التي نهضت منذ مئات السنين في حين دولة الإمارات لم تكمل عقدها الخامس من عمر الثورة النهضوية التي قادها الوالد القائد - زايد -رحمه الله-.
وحتى بعد رحيله -رحمه الله- استمرت دولة الإمارات العربية المتحدة تسير على نفس النهج الذي أرسى دعائمه في نفوس أبناء الشعب الإماراتي الشيخ زايد بن سلطان -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته.
في الجانب الإنساني كان و لا يزال لدولة الإمارات العربية المتحدة السبق فيه فلن تجد بلدًا عربيًا أو غير عربي إلا وبصمات دولة الإمارات موجودة فيه من خلال الهلال الأحمر الإماراتي الذي نفذ وينفذ مشروعات خدمية إنسانية ما لا يمكن حصرها في هذه العجالة.
لا يمكن في هذه الأسطر البسيطة أن نستعرض بهذه المناسبة العظيمة (يوم الاتحاد) إنجازات الدولة وتاريخ المؤسس -رحمه الله- منذ انطلاقة ثورته المباركة وحتى يومنا هذا..
لا يسعنا في هذا اليوم الذي صاغ تاريخًا جديدًا إلا أن نهنئ ونبارك للإمارات (القيادة والشعب) احتفالاتهم بيوم الثورة التاريخي - يوم الإنجاز - يوم عز الإمارات وفخرها - يوم إعلان الاتحاد - الذي نقل الإماراتيين إلى مقدمة الصفوف في شتى المجالات..
وهذه هي الإمارات فمن يأتي بمثلها؟
** **
- علي الصباحي