«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كانت قرية روضة العريش الصغيرة التي تنام بالقرب من سيناء التاريخ وفي مسجدها «الروضة»، حيث يجتمع أبناء القرية الوادعة لأداء الصلاة وهم يحلمون بغد أفضل، غد لا يسمعون فيه إلا أخباراً سارة تأتيهم من العشرات من أبنائهم الذي يدرسون أو يعملون في مدن وطنهم الكبير «مصر»، هذه البلدة بل سيناء بأكملها كانت يوم الجمعة الماضي هادئة وادعة، حتى أزعج يومها الهادئ أصوات الانفجارات وأزيز الرصاص الذي أطلقه المجرمون من خلال حادث إرهابي هو الأضخم من نوعه، والذي شهدته طوال عقود أرض الكنانة بصورة عامة وأرض الفيروز، بعدما هاجم مسلحون مصلين داخل المسجد وفتحوا الرصاص عليهم بدون رحمة ولا احترام لقدسية بيوت الله وفي مجزرة جماعية بشعة لمتوحشين قذرين من أبناء الشيطان على المئات من أهالي «الروضة»، الجريمة الإرهابية البشعة التي استهدفت مسجد قرية الروضة في بئر العبد غرب العريش بشمال سيناء، هذا الإرهاب الخبيث والذي ومن خلال هذه الجريمة النكراء يشكل تطوراً نوعياً وخطيراً.. كونه هذه هي المرة يتم فيها استهداف مسجد في هذه المنطقة.
لقد استنكرت وشجبت قيادة المملكة وعلماؤها الأجلاء ومنذ اللحظة الأولى لسماعهم خبر «الجريمة الشنيعة» والتي راح ضحيتها كما تشير الإحصاءات ربع رجال «الروضة»، في هذه الجريمة الكبرى «المذبحة الوحشية» والتي مهما حاول أبناء الشيطان تبريرها أو إيجاد تعليل أو تفسير لقيامهم بمذبحتهم لأبرياء خرجوا من بيوتهم لأداء صلاة الجمعة المباركة ولم يعودوا مرة أخرى، وآخرين لحقتهم إصابات شوهت أجسادهم الطاهرة التي كانت تؤدي الصلاة.
وهكذا نجد أن ما أقدم عليه أبناء الشيطان في الروضة يعتبر جريمة لا مبرر لها مطلقاً وعملاً وحشياً غير مقبول، كما أشار إليه علماء الدين في المملكة ومصر والعديد من الدول العربية والإسلامية وحتى الدول الغربية، التي هزها وقع هذه المذبحة التي أفزعت قلوب الناس في كل مكان.. ولقد نقلت لنا في حينه صحيفتنا «الجزيرة» أخبار المذبحة في تغطياتها الآنية ومن خلال « آخر الأخبار» أصداء المذبحة، وتتابعت الأخبار من كل مكان بل كادت أنهار مواقع (السوشل ميديا) تتلون باللون الأحمر.
لون الدماء التي انسابت على سجاد مسجد «الروضة» وكم كان وقع الأخبار مؤلماً حد النزف والعالم يشاهد بكاء الأمهات والأرامل والأيتام الذين فقدوا الآباء والأزواج والأبناء.
وسوف يكتب الكاتبون ويحكى الرواة جيلاً بعد جيل عن القصص المأساوية التي جاءت نتيجة لهذه «المذبحة»، فكم شاب كان يستعد للاحتفال بخطوبته بعد صلاة الجمعة.
وكم أب اصطحب أولاده معه للمسجد للصلاة، وكم أب احتضن وقبّل أطفاله قبل ذهابه للصلاة كأنه يودعهم الوداع الأخير.
وهو لا يعلم بالمصير الدموي القادم وكم وكم. لعنة الله على أبناء الشيطان وعلى الفكر الضال الذي مد يده الخبيئة ليضرب في كل مكان في بلاد المسلمين وغير المسلمين.
ليضرب في كل مكان في بلاد المسلمين وغير المسلمين.
لقد رفض قادتنا وقادة كل العالم بل كل الديانات والشرائع السماوية هذا الإرهاب اللعين الذي هز وأحزن ضمير الجميع، في وقت الإنسان فيه بحاجة إلى أن يعيش في أمن واستقرار واطمئنان، بعيداً عن تطرف وإرهاب يقوده أبناء الشيطان.
رحم الله شهداء مسجد «روضة العريش بسيناء» و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.