يوسف المحيميد
كتبت قبل عام في هذه الزاوية عن دهشتي بالمتحف المتنقل لروائع آثار المملكة الذي افتتح في العاصمة الكورية سيؤول، وكنت أتساءل بحسرة لم لا تكون هذه الروائع في أرضها، وأن يستمتع بها المواطن قبل الأجنبي، مع أنني أدرك العائق المجتمعي حول التماثيل، لكننا مع هذه التحولات نحو مجتمع طبيعي، استمتعنا بهذه الروائع في المتحف الوطني بالرياض.
فقد حظيت ضمن إعلاميين وكتَّاب رأي بدعوة كريمة للاطلاع على روائع الآثار في المتحف الوطني، وفي قلب الرياض حي المربع، وضمن نسيج مجتمعنا، وبين أهلنا، حيث يستضيف المتحف هذه الآثار ضمن المعارض الزائرة التي يخصص لها عدة أسابيع، وهي خطوة مهمة ومتميزة، لكن طموحنا أكبر بكثير من مجرد عرضها لمدة خمسين يومًا فقط.
لقد تساءلت مع المختصين في المتحف، ومع الزميلين مدير إدارة الإعلام بهيئة السياحة والتراث الوطني سعود المقبل، ومدير عام المتحف جمال عمر، حول تشييد متحف خاص بآثار الجزيرة العربية، توضع فيه هذه الآثار العظيمة، وغيرها من الكميات الكبيرة التي يُحتفظ بها في مستودعات خاصة، لأن من الطبيعي أن تحتضن العاصمة الرياض عشرات المتاحف، متحف لآثار الجزيرة العربية القديمة، ومتحف إسلامي، ومتحف للدولة السعودية في مراحلها الثلاث، ومتحف للفن السعودي الحديث، وهكذا تصبح الرياض جاذبة للسياحة بعد إقرار التأشيرة السياحية للزائرين، خاصة أن السياحة في رؤية المملكة 2030 تعد إحدى المرتكزات الخمسة للاقتصاد، بعد البترول والبتروكيماويات والتعدين والمحتوى المحلي، فالسياحة صناعة عظيمة جعلت دولا كثيرة يقوم اقتصادها ويعتمد عليها.
من هنا أعتقد أن الاستثمار في المتاحف يعتبر عنصرًا جاذبًا في السياحة، وربما إنشاء متاحف متنوعة المجالات في مدينة واحدة كالعاصمة الرياض، أكثر جدوى من تشتيتها بين مدن مختلفة ومتباعدة يصعب على السائح زيارتها كلها، والتنقل بينها.