عبدالله العجلان
وجود منتخبنا في المجموعة الأولى مع منتخبات روسيا والأرجواي ومصر، فبالإضافة إلى كونها مجموعة معقولة ومناسبة لنا قياساً بقوة المجموعات الأخرى، فإن مجرد أن يكون الأخضر طرفاً في المباراة الافتتاحية أمام المنتخب المستضيف روسيا هو بحد ذاته محفز قوي لتحضير منتخبنا بالقدر الملائم لأهمية وقيمة وزخم هذه المباراة إعلامياً وجماهيرياً..
إذا كان وصولنا للمونديال إنجازاً فأن المستوى الذي سيكون عليه الأخضر وتحديداً في المباراة الافتتاحية، من المفترض أن ينتج إنجازاً تاريخياً آخراً للوطن، يتعدى الشأن الرياضي إلى مفاهيم ومخرجات ثقافية وحضارية وحتى سياسية واسعة، متى ما استطاع اتحاد الكرة والأجهزة الفنية والإدارية استثمار هذا الحدث والإعداد له فنياً وإدارياً بطريقة تليق به وبمردوده وتأثيره على المستوى العالمي، وخصوصاً في ظل الدعم الكبير الذي يجده المنتخب من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وبإشراف ومتابعة وحرص ومؤازرة من معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ..
الآن وبعد أن اتضحت الصورة وعرف مدرب المنتخب الجديد الأرجنتيني خوان انطونيو المنتخبات الثلاثة التي سيلاقيها الأخضر في المونديال، أصبح من المهم أن يرتكز برنامج التحضير خلال المرحلة القادمة على الكيفية الفنية المناسبة لمواجهة أسلوب وطريقة أداء ونقاط قوة وضعف هذه المنتخبات، بإجراء مباريات ودية مع فرق ومنتخبات شبيهة بأداء روسيا والأرجواي ومصر، وهنا لابد أن نشير إلى أن أكبر خطأ ارتكبه المدرب السابق دياز هو كثرة تغييراته، وبالتالي عدم وضوح ما يريده ، ما انعكس سلباً على مستوى المنتخب في المباريات التجريبية الخمس وتأثير ذلك على طمس هويته وفقدان انسجامه، الأمر الذي يتطلب من المدرب انطونيو اختيار القائمة المثالية والعمل على زيادة التناغم والترابط بين خطوطه، والاعتماد على الأسماء نفسها التي حققت إنجاز التأهل للمونديال باستثناء خط الهجوم، بحكم أنها الأجدر والأكثر خبرة..
المتعصبون الجدد!
لا معنى لكرة القدم بدون تنافس، ولا طعم لها بلا إثارة وندية، ونعم للفرح والابتهاج وقت الانتصار والحزن والانكسار بعد الهزيمة، وهذا لا يعني الخروج عن الآداب والتجاوز إلى حيث التعاطي مع الفوز والخسارة بممارسات مؤذية سخيفة الهدف منها إغاظة المنافس..
شخصيا قرأت وسمعت ورأيت في السنوات الماضية أشكال وألوان التعصب والمماحكات بين جماهير الأندية، وهو في تقديري أمر طبيعي وأفهمه وأتفهمه جيداً عندما يرتبط بالتنافس التقليدي بين ناديين أو أكثر في مباراة أو بطولة ما، لكنني في الوقت ذاته لم أتخيل في يوم من الأيام أن يتسبب التعصب الكروي في مسخ عقول أشخاص كنت أظنهم كباراً في تفكيرهم وثقافتهم وتصرفاتهم، كما هم كبار في أعمارهم ومكانتهم ومسؤولياتهم، صدمت باحتفالاتهم وولائمهم الباذخة وبلغتهم الهابطة ضد الهلال ليس لأن فرقهم فازت وتفوقت عليه، بل لأنه خسر من أوراوا الياباني..
حينما يتم التعامل مع التنافس الكروي بهذه الطريقة فهذا يدل على أن الكرة أصبحت وبالاً ومستنقعاً، بدلاً من أن تكون للإمتاع والإبداع والتشويق والترفيه، وأن هؤلاء الأشخاص المأزومون الناقمون باتوا يشكلون خطراً على أنفسهم وأنديتهم وعقلية وثقافة وتنمية مجتمعهم والبلد بصفة عامة، الأمر الذي يتطلب منا جميعاً بمختلف مواقعنا وانتماءاتنا التصدي لهم ومحاربة أفكارهم قبل أن تتطور الأمور إلى ما هو أسوأ وأخطر..