خالد بن حمد المالك
ظلَّ اسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يتردد عبر وسائل الإعلام العالمية منذ بداية عام 2017 الذي نوشك أن نطوي آخر يوم فيه، مقترناً بإنجازات محلية مفصلية أثارت اهتمام كل وسائل الإعلام في العالم، وجعلت من الأمير الشاب مادةً مفضلةً ومطلوبة ضمن أولويات اهتماماتها، بما لا يمكن فصل هذا الاهتمام عن نجاح سموه في وضع اليد على كل مال تمت سرقته من المال العام، أو اهتمامه بالمرأة، فمكنها من قيادة السيارة وحضور المباريات الرياضية في الملاعب، أو فتح المجال للمواطنين والمواطنات للاستمتاع بوسائل الترفيه وتحديداً ما كان محظوراً من قبل، وربط ذلك بالتخلص من كل مظاهر التزمت واستعادة الوسطية وروح التعاليم الإسلامية الحقيقية التي تدعو إلى التسامح والاعتدال، والابتعاد عن التخوين وفرض الرأي الواحد، باتجاه التخلص من كل المعوقات التي أضرت بالوطن والمواطنين.
* *
وعلى خط آخر، واجه انخفاض إيرادات المملكة من النفط بمجموعة إجراءات وقرارات تحت مظلة رؤية المملكة 2030، وأخذ من الملك صلاحيات واسعة لإنجاز مجموعة من التحولات الوطنية، وإقامة الكثير من المشروعات الاقتصادية، وتعديل وتحديث الكثير من الأنظمة التي أقرَّها مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين، بما هيأه لأن يكون وجهاً مألوفاً في واجهة أغلفة المجلات وصدر الصفحات الأول للصحف العالمية، ومادة في نشرات التلفزيون العالمية، وتسابق بين أشهر الإعلاميين للحصول على فرصة لإجراء لقاءات وحوارات معه عن الوضع الداخلي والإقليمي والعالمي في الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، ما جعل ترشيحه ليكون شخصية العام أمراً محسوباً منذ وقت مبكر على نهاية هذا العام.
* *
ولي العهد الأمير محمد بحكم أنه وزير الدفاع، فقد أدار معركته مع الحوثي والمخلوع في اليمن بنجاح، وحشد معه مجموعة من الحلفاء لهزيمة الانقلبيين، وكرَّر هذا العمل في الموقف من قطر، وتبنى التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب ومقره الرياض، وظلَّ يجوب دول العالم، يضع معها مستقبل الاستقرار في المنطقة، ويقيم معها تحالفات لهزيمة التطرف، وينجز بتوجيه من الملك سلمان عدداً من الاتفاقيات الثنائية، بما يجعل من المملكة غير متأثرة في حال استمرت أسعار النفط على ما هي عليه، لوجود التعويض في التعاون الثنائي اقتصادياً وصناعياً مع مختلف دول العالم بموجب الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم الاتفاق عليها.
* *
واختيار الأمير محمد في المرتبة الثالثة بين أكثر من خمسين شخصية أكثر تأثيراً في العالم لعام 2017م، بحسب وكالة «بلو مبيوغ» الأخبارية الأمريكية في قائمتها السنوية في مجال الاقتصاد والسياسة والثقافة والتكنولوجيا، معتبرة أن ما قام به الأمير كان له الأثر الواضح على الاقتصاد العالمي وعلى مسار التجارة العالمية، على أن توقعاتنا أن يظهر ولي العهد في وسائل إعلامية عالمية أخرى، متصدراً ضمن الأسماء الأشهر عالمياً شخصية العام، تثميناً لإنجازاته ودوره في تحريك قضايا العام من السياسة إلى الاقتصاد، إلى غيرها، بنجاح لصالح الأمن والاستقرار في العالم.