سعد الدوسري
حين أعلن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى الاستغناء عن الورق في مراسلات الوزارة، علقتُ بمقال عنوانه «أعداء الالكترون»، حذرتُ فيه ممن سيُفشلون المشروع، كغيره من مشاريع التنوير والتطوير التي تهدف لوأد برامج الظلاميين المتجذرين في تربة التعليم، منذ التأسيس وحتى اليوم.
المراسلات الالكترونية ستقطع الطريق على كل من سيحاول إعطاء نفسه صفة ليست صفته، كما كان يحدث أيام الورق، إذ أن كل شاردة وواردة سوف تكون مرصودة تقنياً، ولا مجال للتلاعب فيها وتغييرها لصالح تخريب المشروع التطويري. وسيتم كشف هؤلاء المخربين وتعرية برامجهم وتحييدهم عن القرار المدرسي. ونجاح هذه التجربة، إن تولاها مخلصون حقيقيون، سيفتح الباب أمام البدء بتجارب تحويل المنهج الدراسي تدريجياً، من ورقي إلى رقمي. وهذا ربما أسهل من تحويل المراسلات الالكترونية، إذ أن الطلبة والطالبات مهيأون لهذا التحول، ولن يقف في وجهه عقبات كثيرة، كالعقبات الإدارية.
إن تطبيق هذه التجربة، على مراحل، سيتيح للوزارة اختبار مدى فاعليتها في دعم المحتوى المدرسي، وفي تقديمه بأفضل شكل ممكن، بالكلمة والصورة والمقاطع الصوتية والمرئية، والتي تتيح إمكانية شرح المواد بصورة أشمل وأوسع، بدل تلك الصور الباهتة من أيام.