انتقدت الناقدة والكاتبة الدكتورة ميسا خواجا خلال الجلسة القصصية التي نظمت في مهرجان القصة القصصية الأول الذي يقيمه أدبي الباحة، اللغة الضعيفة والأخطاء النحوية الجسيمة التي وصفتها بما شاع بعض المشاركين من قاصين وقاصات، قائلة: لقد كان مهرجان القصة القصيرة الأول فرصة لطرح وتقديم القصة والدفع بها لواجهة المشهد الأدبي بعد أن مرت باتجاهات كثيرة وصفتها بالتهميش. ففتح المجال لكتاب القصة وقراءة نماذج من أعمالهم على المنبر يدعونا للتساؤل هل القصة تصلح للإلقاء المنبري أم لا؟. أم هي مأطورة ومأسورة في حدود خارطة الصفحة وعلى القارئ معايشتها بعينه فقط دون أن تمر أصواتها وتجلياتها الحسية والنفسية على سمعه. وما استوقفني كثيرًا وبعد عدد من القراءات هذا الضعف اللغوي في القراءة! نحن في مجال إبداع وأنا لا أستطيع أن أغفر للكاتب أن يخطئ كثيرًا في اللغة وفي النحو. فطالما هو قادر على كتابة نص إبداعي فمن باب أولى أن يكون قادراً على قراءة نصه بصورة إبداعية صحيحة وإن كان لديه بعض الإشكاليات فليعالجها وليتوجه لمن لديه الإمكانات ليضبط له النص. لكن ليته لا يتعبنا ويخدش أسماعنا ولا يشوه قدرتنا على استيعاب ما يقرؤه.
وقالت الخواجا: القصة مقروءة تدعو الكتاب للسير في قراءاتهم لمستويين من مستويات القراءة، القراءة على الجانب اللغوي وليتمكن الكاتب من تقويتها فإنه يحتاج لبعض المصادر العربية والكتب القديمة والمصادر من كتب النحو وقواعد اللغة، وهذا لا يعيب من الكاتب بشيء لو تم الرجوع إليه، أما القراءة الثانية فهي القراءة المختصة، وهما في القراءة على مستوى النصوص الإبداعية نجد الكاتب يميل كل الميل ويجنح بكل جوانحه وأطرافه للأدب الروسي أو الغربي، وهذا أمر جيد لكونه سيقدم لدينا في مشهدنا الإبداعي السعودي نماذج في الكتابة، ولكني أخشى في الوقت نفسه أن يتحول البعض من كتابنا في أعمالهم لمجرد استنساخ لتجربة معينة ومحاولة تطبيقها في نص عربي. فما يعنيني كثيرًا ودائمًا شخصية الكاتب وكيف يستطيع أن يهضم ما يقرأه . القراءة مهمة وعلى الكاتب قراءة المزيد والمزيد النوعي من الروايات القصص.