د. فهد صالح عبدالله السلطان
نعم، لقد أثبت المجتمع السعودي أنه مجتمع فاضل، يكره الفساد ويمقته، ولا يقره، ويزدري مرتكبيه.. يؤكد هذه القناعة التأييد الشعبي العام الذي حظي به برنامج مكافحة الفساد. فقد نال البرنامج إعجاب الكبير والصغير، والغني والفقير.. ولعل ذلك يعود لأسباب عدة، في مقدمتها ما لاحظه البعض من أن الفساد أصبح ظاهرة اجتماعية، وأصبحت ممارسته عند البعض قاعدة لا استثناءً، حتى أضحت طروحات الكثير من المواطنين في وسائل التواصل الاجتماعي تشير بأصابع الاتهام إلى هذا الداء عند تعثر أي مشروع أو تواضع أي خدمة عامة. وأصبح المواطن السعودي يعلق على الفساد كل فشل أو تعثر أو تدنٍّ في مستوى تنفيذ مشروع أو تقصير في خدمة عامة.
ومن الملاحظ أن إدارة المال العام هي أكبر موضوع يشغل بال العامة والخاصة، ويستحوذ على اهتمامهم، ويستهوي متابعتهم.
والحقيقة التي لا يمكننا تجاهلها هي أنه لا يمكن لأي وطن أن يشعر بالأمان والاستقرار ما لم تكن مبادئ الأمانة والنزاهة هي الموجِّه الرئيس وفيصل الأداء لدى العاملين فيه.
وحتى يتم تفعيل المشروع، وتحقيق نتائج إيجابية وسريعة، فإنني أقترح أن يتم تسمية العام 2018 بعام «وطن بلا فساد»؛ إذ يتم تنفيذ حملة وطنية شاملة بقيادة الأمير محمد بن سلمان للقضاء على مظاهر الفساد كافة، وتشارك فيها كل أطياف المجتمع، ويدعمها الإعلام الهادف توعويًّا. ولعل من الحكمة التركيز على معالجة الظاهرة، والاكتفاء بإيقاع العقوبة، ورد الحق العام - دون التشهير- بمن وقع في الخطأ، لكنه أناب ورجع إلى الحق، ولم يتمادَ في الباطل.
أعتقد أن مثل هذا البرنامج سيكون له نتائج إيجابية وسريعة أكثر من أي برنامج آخر، وسيؤول - بإذن الله - إلى تحقيق كثير من الأهداف الوطنية، لعل من أهمها:
1. تعزيز اللحمة الوطنية.
2. الحد من تآكل الطبقة الوسطى.
3. تقليص الطبقة الفقيرة.
4. ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية التي هي أساس الأمن والاستقرار.
5. تحسين ورفع جودة الخدمات العامة من صحة وتعليم ورعاية اجتماعية... إلخ، وشموليتها.
6. تأكيد وتأصيل جودة المشاريع العامة والخاصة.
7. ترشيد الإنفاق الحكومي.
8. تحقيق التنمية المستدامة.
9. زيادة مستوى الرضا الاجتماعي.
10. تعزيز الثقة لدى المستثمر المحلي والأجنبي.
أعتقد أنه إذا ما تم تنفيذ هذا البرنامج فستكون المملكة قدوة تحتذي بها كثير من دول العالم، خاصة العربية والإسلامية.. وهذا في واقع الأمر هو مكانها الطبيعي باعتبارها قِبلة العالم الإسلامي.