«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كاد أحد قادة السيارات الشباب وغير المبالي أن يصطدم بسيارتنا عندما فتحت الإشارة الخضراء وجاء من أقصى اليمين متجها لليسار وكان الشارع الذي كنا نقف فيه يتسع لثلاثة مسارات. وإذا بصاحبي سائق السيارة الذي كنت برفقته. كاد يصرخ من هول المشهد وسوء التصرف الأحمق. وقال: طيب هذا (الأهبل) إذا كان يريد الاتجاه إلى الجهة اليسرى لماذا لم يسلك المسار المؤدي لليسار.؟! لماذا كاد يتسبب في وقوع حادث له ولنا وحتى لغيرنا ففي لحظة فتح الإشارة يكون عادة جميع قادة السيارات أشبه بمن يستعد للانطلاق كما في السباقات.؟! والحق أن ما قاله صاحبي هو عين العقل ومن المفروض على كل قائد سيارة أن يلتزم بالمسار الصحيح والمناسب لاتجاهه خاصة عند الإشارات والتقاطعات والدوارات. ومن المفروض أن تكون في هذه الأماكن كاميرات مراقبة ترصد بالصورة من يفعل ذلك ويتصرف بحماقة وحتى كارثية. ونقرأ ونسمع كل يوم عن حوادث السيارات والتي نافست بحدة الحروب والصراعات في بعض الدول. ولكن حوادث السيارات في بلادنا في تزايد نتيجة طبيعية وحتمية لوجود قادة سيارات بدون اهتمام ولا وعي مروري ولا إحساس بالمسئولية. فهم بحاجة لوعي مروري حقيقي وبعضهم يتصور عندما يركب سيارته أنه بات يستطيع التحكم في طريق أو شارع يملكه أبوه. ناسي أو متناسي هناك مئات الآلاف الذي يشاركونه في السير فيه من خلال مركباتهم وسياراتهم وحتى مشيا على أقدامهم. والحقيقة أن حوادث السيارات في بلادنا ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها إدارات المرور في مختلف مناطق ومحافظات المملكة لكنها جهود بحاجة للمزيد من التفعيل والتحفيز على حصول قادة السيارات خصوصا الشباب على جرعات توعية بالقيادة وحسن الخلق واحترام الآخر. لا أن يتصرف بعضهم بصفاقة ولا مبالاة خلال قيادتهم لسيارتهم.؟! ولا شك أن القيادة في شوارعنا اليوم غير الأمس. فالقيادة اليوم ومع الكم الهائل من أعداد السيارات والمركبات ووجود حركة حياتية اقتصادية واجتماعية نشطة ومع تضاعف أعداد العمالة في بلادنا كل ذلك ساهم في كون القيادة في شوارعنا نوعا من المغامرة الغريبة. فالسيارة اليوم تشق طريقها بصعوبة في بعض شوارع المدن خصوصا الكبرى. وكل قائد سيارة يشعر بأنه محصور ما بين المطرقة والسندان. فهذا شاب متهور لامبالي. وسائق جاء ليتعلم قيادة السيارات في بلادنا.؟! فلاعجب بعد هذا وقبل هذا أن تكون بلادنا في مقدمة دول العالم في حوادث المرور، بل إن العيد من الدراسات والأبحاث التي أعدتها مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة قد أكدت بأن وراء الحوادث أخطاء بشرية. وبديهي أن يحدث هذا ما دام لدينا أمثال ذلك السائق الذي كاد يصطدم بنا عندما عبر من اليمين لليسار.؟! وماذا بعد ندرك جميعنا أن أرقام ضحايا الحوادث في بلادنا نسبتها مرتفعة جدا. والكثير من الأسر فقدوا بعضا من أبنائهم نتيجة لهذه الحوادث ومسلسلها الدامي الذي يجب أن نقلل من نشاطه إن لم نستطع إيقافه وهذا أضعف الإيمان فهل نفعل. نأمل ذلك.؟!