فهد بن جليد
بقذارتها المعهودة، وخبثها المعروف تحاول إيران استغلال اعتراف الرئيس الأمريكي ترمب بالقُدس عاصمة لإسرائيل من أجل مهاجمة المملكة ودول الاعتدال العربي مُجدداً بأدوات ووسائل إعلام عربية - للأسف الشديد - مُستغلة تأثيرها على بعض هذه الوسائل والأحزاب وتبعية البعض الآخر لها، هذا اللطم والعويل الكاذب يهدف لترميم صورة إيران تحت بند (الممانعة والمقاومة) في العلن، بينما الحقيقية المُثبتة بالشواهد على مرّ التاريخ تُخفي دعم إسرائيل والتوافق معها في السر, ومثل هذه المواقف المُتلوّنة والمُتغيِّرة والخبيثة، بإجادة لعب الأدوار في الخفاء لم تعد تنطلي إلا على البُسطاء و السُذّج في عالمنا، من أولئك الذين ما زالوا يعتقدون أنَّ نظام طهران يعمل من أجل القُدس أو الفلسطينيين، أو أنَّ بمقدوره التعبير عنهم والمُطالبة بحقوقهم التي يُشارك في سلبها يوماً بعد آخر.
مُتاجرة إيران بالقضية الفلسطينية أمر معلوم ومكشوف، فالتاريخ لا يحفظ لنظام الملالي سوى الفرقعات الإعلامية، والشعارات والهتافات الرنانة والزائفة، التي يحاول بها دغدغة مشاعر الشارع العربي والإسلامي بهدف خدمة أطماع طهران التوسعية، وعملياتها الإرهابية في المنطقة العربية، ضمن أجندة تتوافق فيها مع المُخططات الصهيونية وتخدمها في كل مرة بدعم فصيل على حساب آخر، لتقويض الوحدة الفلسطينية وتشتيت الداخل الفلسطيني والعربي والإسلامي، بدعم مشروط يهدف لتعزيز مكانة إيران وأطماعها, مع عجزها أصلاً عن تقديم أي دعم أو موقف حقيقي مؤثِّر, أو مُساندة عملية للفلسطينيين على الساحة الدولية أو عبر المنظمات العالمية.
من كان يُسمع العالم الصوت الفلسطيني الحقيقي، ويُطالب بحقوقه المسلوبة والمُغتصبة، ويدعم مواقفه العادلة بصدق وإخلاص وإيمان نحو تحقيق عملية السلام، ويدافع عن القُدس الشريف وحق المواطن الفلسطيني على المنصات العالمية وفي المحافل الدولية، هي السعودية بمكانتها وثقلها وبمواقفها المشهودة والمُثبتة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً من عهد المؤسس وحتى اليوم، والتي تأتي متوافقة في كل مرة مع أشقائها من الدول العربية والإسلامية والعالمية المُحبة والداعمة للسلام، وهي القادرة والمؤهلة مع أشقائها على مُعالجة الموقف الأمريكي الأخير - عندما اعترف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل - وليست إيران الإرهابية الفاشلة التي لا تملك سوى الإضرار بالفلسطينيين وقضيتهم، ومحاولة القفز على هذه التطورات لجني الأرباح وتلميع الصورة، وهو ما يجب التنبه له وصده، بفضح حقيقية مُغامرات إيران وأحزابها وفصائلها الناطقة بالعربية، والتي تعمل لحماية المصالح الإسرائيلية في نهاية الأمر.
وعلى دروب الخير نلتقي.