وننال من الأقدار ماهو نصيب لنا هذا ما يجب علينا أن نؤمن به وندركه حتى تستمر حياتنا وتخف وطأة وجع الفقد ولوعة الفراق.
الأسبوع الماضي وعلى متن الطائرة اخترت مشاهدة فيلم Nights in Roadnathe من بطولة ريتشارد جير ودايان لاين لم يكن اختياراً عشوائياً فقد سبق لي مشاهدة هذا الفيلم مرتين ولكن في كل مرة تنجلي تلك الرسائل والتفاصيل الصغيرة التي يحملها بين طياته أكثر وأكثر.
لن أحكي شيئا عن قصته سأترك الفضول لكم وأسير إلى شاطئ المعنى ولعلني أصل.!
في الحياة هناك ما كتب لنا عيشه والتعايش معه والبقاء بجواره ولكن بالرغم من كل هذا القرب والتواجد نشعر أننا بعيدين عنه لا نعرفه ونجهل كل مافيه ليتكرر السؤال لماذا نحن بينهم غرباء؟
بالمقابل قد يُخلق من صدفة واحدة حياة كاملة تعيشها وكأنك قد عشتها من قبل وتدركها كأنك تفهم كل شيء فيها حتى غيبها.
هل هي كيمياء الأرواح المجندة ؟ أم أنها اختيارات القلب الذي يسير دائماً عكس اتجاه العقل؟ أو أنها تركيبة العناد الإنساني الذي نحاول معه الهروب من الواقع.!
دقيقتين قد تصنع ذكرى لا تتكرر، نظرة خاطفة قد تسرقك العمر كله وكلمة عفوية قد تنطق بما عجزت عنه مئات الكلمات المنمقة.
لذلك كن دائما على أهبة الاستعداد لمواجهة ذلك القدر الذي لن يستأذنك ولن يطرق إلا نبضات قلبك، كن واعياً أنك لن تعترض لن تناقش أو حتى تحاول أن توقف هذا السيل العرم فكل سدود وحواجز الحيطة والحذر لن تنفع.
الحقيقة الوحيدة التي يجب أن تدركها أنه يجب عليك أن تعيش تفاصيل لحظتك كلها حينها تأكد أنك سوف تولد كل يوم تحمل في داخلك يقيناً أن لكل يوم جديد في حياتك رسالة عنوانها (اللحظة ومافيها).
** **
- بدرية الشمري