سعد الدوسري
لماذا حين يكون هناك حدثٌ مفصلي تاريخي في موقع ما على الكرة الأرضية، نجد أن هناك حدثاً مفصلياً تاريخياً آخر، لا يقل أهمية عنه؟! ففي الوقت الذي كنا لا نزال نشعر فيه باختناق شديد، جراء المجازر التي ترتكبها ميليشيات الحوثي على كامل الأراضي اليمنية، بعد إعدامها لعلي عبدالله صالح والتمثيل بجسده، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مصادقته على قرار اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وكل حدث من هذين الحدثين، لم يشغلا الرأي العام العربي أو الإسلامي فقط، بل شغلا الرأي العام العالمي بأسره، كونهما سيتسببان في تغيير مجريات سياسية في الشرق والغرب.
إن جرأة الرئيس الأمريكي في مسح الهوية الفلسطينية عن مدينة القدس، بما تحمله هذه المدينة المشرَّفة من دلالات تاريخية ودينية، لن يمر مرور الكرام. وعلى اعتبار أنه لا يعي، ولم يجد من مستشاريه، مَنْ يعي تلك الدلالات، فإن المتوقع أن يتسبب هذا القرار غير المدروس، بنشوب حراك غير مرغوب فيه أمريكياً، من قِبَل من انغرستْ الدلالات المقدسية في دواخلهم، أو من قِبَل من يعتبرون القدس محور الصراع الفلسطيني، الذي يطالب منذ 50 عاماً بعودة الحق الجغرافي لأهله الشرعيين.