محمد بن علي الشهري
تخيل عزيزي القارئ أن الساحة الرياضية خالية من وجود (الهلال)، تخيل فقط.. ألا يكون ذلك شديد الشبه بـ(القبيلة) بلا كبير، أو الأمّة بلا زعيم؟.
بطبيعة الحال لن أذهب بعيداً في استعراض بعض أسرار عظمة هذا الكيان الذي ولِد عملاقاً، فالتاريخ يحفظ له حقوقه المدونة في صفحاته بأحرف من (ألماس)، وسأكتفي بالحديث عن بعض تلك الأسرار خلال مجريات الموسمين الأخيرين، ولا بأس في تقديري من البدء بالحديث انطلاقاً من التمثيل الخارجي.
فقد توجه الموسم الماضي مع ثلاثة من أقرانه لتمثيل الكرة السعودية قارياً، ولكن أقرانه تساقطوا الواحد تلو الآخر، ومع ذلك لم يأسَ أو يكترث لتساقطهم أحد، وبقي هو وحيداً يصارع ويقارع (عُتاة) القارة إلى أن بلغ النهائي، محافظاً بذلك على حظوظ الكرة السعودية في الحصول على حقها من المقاعد خلال النسخة القادمة من الاستحقاق الآسيوي، غير أن المستفيدين من هذا الصنيع كانوا في واد آخر، فلم يستفيدوا منه - مع شديد الأسف - فذهبت المقاعد لمن لا يستحقها؟!.
وكالعادة.. كان الهلال طوال الموسم الماضي وما مضى من هذا الموسم يذود عن هيبة ومكانة الكرة السعودية قارياً بكل ما أوتي من مقومات، وسط حالة من الترقب بين أكثرية من العشاق و(الشرفاء) الذين ينتظرون مجداً كروياً وطنياً.. وبين قلّة من ذوي النفوس (المدمّرَة) تترقب عثرته (فقط) لكي تنام قريرة العين!!.
وكالعادة أيضاً : وأثناء انشغال الهلال بالاستحقاق القاري، ارتفع سقف (الهياط) هنا، واختلط الحابل بالنابل، حتى أضحى لقب الدوري المحلي متاحاً لنصف الفرق المشاركة تقريباً حسب تنظيرات الكثير من (الحكواتيّة).. ولكنه بمجرد أن فرغ من مهمته الخارجية، وعاد لخوض غمار الاستحقاقات المحلية، لم ينتظر طويلاً في البدء بممارسة عادته في تصحيح الأوضاع، وإعادة الأمور إلى نصابها سريعاً، حتى الترتيبات (الواهمة) الرامية إلى استثمار انعكاسات عثرته القارية لم تفلح، إذ نسي هؤلاء أن الجواد الأصيل يمكن أن يكبو ولكنه سرعان ما ينهض من كبوته وإكمال مسيرته الطليعية؟!.
خلاصة القول : إنه قَدَر الهلال، فما أجمله وما أبهاه من قَدَر.