فهد بن جليد
كل من حاول بائساً عابثاً الهجوم على المملكة، والنيل من قيادتها، ومكانتها ومواقفها الواضحة والمشهودة من القضية الفلسطينية، هو في حقيقة الأمر يُحاول الهروب من واقعه وحقيقته الفاشلة والمُخزية، وخيانته لقضية فلسطين والقُدس، فالمملكة مواقفها واضحة ومُشرفة ومُسجلها، تحفظها ذاكرة التاريخ مُنذ مُراسلات الملك عبدالعزيز القديمة مع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وما قام به في تلك الحقبة الزمنية, مروراً بمواقف أبنائه من بعده الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله -رحمهم الله جميعاً- وصولاً لمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- المشهودة والحاسمة مُنذ كان أميراً للرياض, وحتى توليه مقاليد الحكم، فهو المُساند الأول للقدس وفلسطين وللمواطن الفلسطيني وأسرته, ولعل آخرها اتصالاته -يحفظه الله- بزعماء العالم التي ساهمت في فتح المسجد الأقصى وإزاحة الحواجز أمام المُصلين مُنذ عدة أشهر, إضافة للدور الكبير الذي يلعبه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في دعم الفلسطينين وإحلال السلام في المنطقة.
المملكة بذلت وتبذل كل غالٍ ونفيس من أجل هذه القضية العادلة، ويكفي أنَّنا الدولة العربية والإسلامية الوحيدة التي قدمت القدس ومصلحة فلسطين على النفط ومصالحها الخاصة ولوَّحت به في وجه القوى العالمية، لقد كان جيشنا حاضراً في حرب 48م من أجل فلسطين وفي كل مرة تحتاجنا نُلبي النداء، كما أنَّ مواقف المملكة المصيرية والفاصلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وإنسانياً لا تُنسى, فقد تربت الأجيال السعودية في المدارس والصغر على تقاسم الريال السعودي مع إخواننا الفلسطينيين لدعمهم ومساندتهم وإعانتهم وإغاثتهم ونجدتهم.
نحن من ضحينا بمصالح وفُرص اقتصادية كبيرة إقليمية وعالمية من أجل فلسطين فيما تسابق عليها الآخرون، نحن من ورَّثنا حبّ القدس حتى لا تغيب فلسطين عن أذهان الأجيال المُتعاقبة عبر تخليد صورتها في عملات بلادنا (فئة خمسين ريالاً) مُنذ نحو أربعة عقود وحتى اليوم، نحن من دعمنا فلسطين في كل مكان، ودافعنا عنها وعن حقوقها قبل أن نبحث عن مصالحنا أو حقوقنا، نحن الدولة الوحيدة التي التزمت وأوفت بكل تعهداتها المالية لفلسطين إيماناً بهذه القضية، نحن من تحضر فلسطين في أشعارنا وقصائدنا الشعبية والرسمية وحتى أوبريتاتنا الوطنية، نحن من لا تغيب فلسطين والقُدس عن دعاء مساجدهم، وخطب جُمعهم، ومناهج تعليمهم... والصورة أكبر بكثير من ذلك فكل سعودي وعربي ومسلم مُخلص ومحب للسلام على يقين بمواقف المملكة، فيما غيرنا يتسابقون لفتح السفارات والاعتراف بإسرائيل، وعقد الصفقات الاقتصادية والتجارية معها.
فقط قولوا لنا يا من تحاولون عبثاً تشويه صورة بلادي، من أنتم؟ وماذا قدمتم لفلسطين وللقُدس؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.