«الجزيرة» - عبدالعزيز بن محمد:
شيّع المئات أمس، الفنان الكبير الراحل أبو بكر سالم بلفقيه (1939 - 2017م)، بعد صلاة العصر من جامع (الجوهرة البابطين) في حي الياسمين بالرياض، إلى مثواه في مقبرة بنبان بشمال العاصمة الرياض، دفن أمس وبقيت مدرسته الفريدة مفتوحة على مصراعيها.
وتوفي أبو بكر سالم أمس الأول عن 78 عاماً بعد مشوار فني امتد قرابة الستة العقود، ونعته وزارة الثقافة والإعلام السعودية والكويتية، وكذلك الرئاسة اليمنية وعدد كبير من المؤسسات الثقافية والفنية والعديد من المغنين العرب.
وحضر أمس للصلاة على الفقيد ودفنه عدد كبير من عائلته وأبنائه وأحفاده وأصدقاء الراحل من مثقفين وفنانين وملحنين وجمع من محبيه وجمهوره، واستقبل نجله الأكبر الفنان أصيل أبو بكر وإخوته، جموع المعزين في الجامع قبيل صلاة العصر.
وحضر للصلاة عليه الفنان رابح صقر والفنان عبدالله الرويشد وعلي بن محمد وسالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة روتانا وأعضاء من السلك الدبلوماسي.
وعانى سالم من المرض خلال السنوات العشرة الأخيرة في حياته، حيث خضع لعملية قلب مفتوح ثم رقد داخل إحدى
المصحات الطبية الألمانية، لفترة امتدت عدة أشهر.
وكان آخر ظهور عام له خلال حفل أقيم في جدة في سبتمبر بمناسبة اليوم الوطني، حيث أطل من فوق كرسي متحرك وتم تكريمه ومنحه درعاً بصفته رمزاً وطنياً فنياً، كما كان آخر ظهور لصوت الراحل عبر أغنية «خنجر يماني» التي أداها مع الفنان فؤاد عبدالواحد.
ولد سالم في 17 مارس -آذار 1939 بمدينة تريم التاريخية في حضرموت ثم انتقل للسعودية في السبعينات وعاش متنقلاً بين عدن وبيروت وجدة والقاهرة حتى استقر في الرياض، وفيها مات ودفن.
وتميز بعذوبة صوته وقدرته على أداء الألوان الغنائية المختلفة والحرص على انتقاء الكلمات الهادفة، وقدم مجموعة كبيرة من الأغاني من أشهرها (يا ورد محلا جمالك) و(قال المعنى لمه) و(مسكين يا ناس) و(يا ليل هل أشكو) و(مجروح) و(24 ساعة) و(كما الريشة) و(يا بلادي واصلي)، إضافة إلى قصائد بالفصحى للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي وجده أبو بكر بن شهاب.
وحقق شهرة إقليمية كبيرة من خلال الحفلات التي قدمها في معظم الدول العربية كما كتب ولحن للعديد من المغنين العرب منهم الراحلة وردة الجزائرية.