د.عبدالعزيز الجار الله
القيادة السعودية طلبت في وقت مبكر من الرئيس ترامب التراجع عن قراره الاعتراف بالقدس بشطريها عاصمة لإسرائيل، والرأي العام السعودي والعربي والإسلامي يطالب ترامب بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
كيف يطالبنا ترامب والساسة بأمريكا ممن يؤيدونه، يطالبون السعودية ودول الخليج والعراق وليبيا ومصر واليمن وتونس وسورية والدول العربية الأخرى بمحاربة الإرهاب: القاعدة، داعش، النصرة، حزب الله، والجماعات المتطرفة التي تنفذ عملياتها في البلدان العربية وأوروبا وتهدد المصالح الأمريكية، وهي أي أمريكا قدمت القدس جميعها مكافأة لإسرائيل وعلى أطباق ذهب.
من حارب المنظمات الإرهابية في العراق والسعودية والبحرين واليمن وليبيا وسورية؟
هل هم الإسرائيليون؟
من حاربهم هم الشباب السعودي والعراقي والمصري والدماء التي سالت على الأرض واستشهدت وهي تحارب الإرهاب، هي دماء عربية نقية وليست دماء أمريكية أو إسرائيلية، فالعرب حاربوا لحماية أوطانهم واستفاد من مواجهة الإرهاب وقتالها استفاد الغرب الذي عاش على نتائج العرب فلم يصل الإرهاب إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط الغربية ويستوطن أوروبا ويعبر الأطلسي ويصل المحيط الأطلسي ويدخل أمريكا كما دخلها أول مرة.
الشمال الإفريقي مصر والمغرب العربي أجهض الإرهاب حتى لا يصل أوروبا عبر شواطئ المتوسط، والسعودية واليمن وجيبوتي ودول شرقي إفريقيا مثل السودان وغيرها هي من وفرت بإذن الله الحماية والسياج ومنعته من الوصول للمحيط الأطلسي فلا يصل المدن الأمريكية الشرقية، والملاحة البحرية الدولية التي ترتبط بها التجارة الأمريكية.
هذه الدول العربية والإسلامية التي حاربت الإرهاب وشكلت السياج القوي لخدمة المصالح الأمريكية، هل يتم مكافأتها أن تسلم القدس هدية مجانية لإسرائيل، ويعاقب الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي!!.
فليس أمام الفلسطنيين سوى المقاومة والانتفاضة، والعرب أيضًا الرفض في المحافل الدولة، وليس أمام المسلمين سوى التصعيد في المنظمات الحقوقية، فالعالم مع حقوقنا وترامب وحده مع إسرائيل.