جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من تنظيف العراق من تنظيم داعش الإرهابي، وقيام الرئيس الروسي بوتين بإعادة القوات الروسية إلى قواعدها في بلادها بعد أن أنهت مهمة تخليص سوريا من داعش بعد طرد عناصر التنظيم الإرهابي من تطهير ضفتي نهر الفرات في سوريا، شرقاً وغرباً وأن تقاسم السيطرة والنفوذ عليه وكلاء أمريكا قوات سوريا الديمقراطية، وروسيا قوات نظام بشار الأسد والميليشيات الطائفية.
بعد القضاء على داعش، انتهت مرحلة أو حقبة في التاريخ العربي المعاصر لتبدأ مرحلة وحقبة جديدة، إذ كان المحللون يتحدثون عن حقبة جديدة بعد انتهاء حقبة داعش، وفعلاً بدأت إرهاصات وعناوين الحقبة الجديدة التي يريدون فرضها على العرب، حقبة الصفويين أو الخمينيين أو الطائفيين، سمّهم كيفما شئت، فالمد الإيراني أو نفوذ ملالي إيران ورثة خميني ومعيدي تراث الصفويين هم من استولى على تركة داعش، وفي ظل صمت وحتى تواطؤ القوى الدولية التي يسمونها الكبرى، وبعض القوى الإقليمية المتعاونة مع ملالي إيران أو الخائفة منها، بدأ عملاء إيران يحلون محل إرهابيي داعش، مستعملين نفس أساليب داعش في قهر العرب وفرض الأمر الواقع الاستبدادي في ظل مقاومة قوية من السعودية والإمارات والبحرين، ومقاومة تحتاج إلى سند ومساعدة في اليمن ولبنان والعراق وحتى في سوريا، إلا أن لملالي إيران أعوانهم وعملاءهم الذين يشكلون أذرعة إرهابية وجماعات طائفية وإن لبست ثوب الأحزاب.
في لبنان يشكل «حزب الشيطان» الحاضن والموجه لأذرع ملالي إيران في المنطقة العربية هذه الأذرع التي تشكل شبكة ميليشيات إرهابية يحركها ويرسم عملياتها قائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني، فلحزب الشيطان اللبناني فروع في سوريا ومجموعة من المليشيات الطائفية التي مهما تعددت مسمياتها إلا أنها تتبع لقيادة واحدة ممثلة بجنرال الإرهاب قاسم سليماني، وفي العراق تخلى الطائفيون عن التقية التي توسم معظم أعمالهم، وكشفوا عن تشكيل قوة إرهابية حصلت على غطاء طائفي ورسمي من خلال فتوى السيستاني وقرار الحكومة باعتبار ميليشيات الحشد الشيعي جزءًا من القوات العسكرية، وفي اليمن يمثل الحوثيون ذراع ملالي إيران الإرهابي ليكتمل تطويق الدول العربية المقاومة للاحتلال الإيراني، ولإكمال مهمة الإشغال والعمل على تحويل الدول العربية إلى دول رخوة كما هو في لبنان والعراق وسوريا واليمن، يصدر الإرهاب إلى دول عربية أخرى، فقد كشف -مؤخراً- أن إرهابيي داعش الذين كانوا في الرقة والذين التحق بهم إرهابيو الموصل بعد طردهم منها، تم إيصالهم إلى سيناء بجمهورية مصر العربية، من قام بمهمة إرسال الإرهابيين إلى مصر ومن اشترك في هذا التواطؤ، علمه عند الذين صنعوا داعش وهيأوا الأرضية والفضاء العربي لملالي إيران من خلال العمل على تحويل دول عربية معينة إلى دولة رخوة يسهل السيطرة عليها.
إضافة إلى استهداف مصر هناك محاولات تواجهها مملكة البحرين التي أفشلت ولا تزال تعمل على مواجهة العديد من مؤامرات تدمير استقرارها، أيضاً دولة الكويت ليست ببعيدة عن هدف عملاء ملالي إيران فهي ضمن هدف ورثة داعش ومقصد من أوجدوا ذلك النظام ليمهدوا لحقبة الصفويين.