«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
من الأخبار السارة التي أسعدت المواطنين والمقيمين على حد سواء، موافقة مجلس إدارة الهيئة العامة للمرئي والمسموع برئاسة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد، في جلسته يوم الاثنين على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة.
ومن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال مدة لا تتجاوز 90 يوماً.
وهذه الإطلالة لا تعبر عن مشاعر المواطنين في مجتمعنا السعودي فلقد عبروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فاشتعل تويتر بالتغريدات وضج الواتساب والفيسبوك بالتهاني والتبريك في مختلف القروبات وفي صفحات الفيسبوك وحسابات تويتر. لكننا في هذه «الإطلالة» لهذا اليوم سوف نشير إلى أهمية السينما في مختلف المجتمعات في العالم ولو دخل أحدنا أي دار سينما في العالم وفي أية مدينة وجلس مع أسرته أو لوحده يتابع ما يعرض أمامه من «فيلم» لأمكنة بسهولة أن يميز الذوق العام في هذا البلد أو ذاك أو حتى تكتشف أن بعض الأفلام التي تعرض ما هي إلا أفلام محصورة في مجالات محدودة. العنف. والأكشن أو الأغاني والرقص. وهذا تشاهده عادة في الأفلام الهندية وبعض الأفلام العربية التي باتت في العقود الأخيرة تحاكيها بل قامت بعض الأفلام بتصوير أجزاء منها في الهند.. وصحيح أن الأفلام الغربية اتجهت هي أيضاً إلى العنف مبكرًا من خلال أفلام الكاوبوي ومطارد المجرمين واللصوص وبعدها بدأت سلسلة من أفلام جيمس بوند لكنها في ذات الوقت قدمت أفلام قمة في المعالجة الدرامية نظرًا لتوظيفها راويات عالمية وقصص واقعية. لذلك تفوقت السينما العالمية وفرضت نفسها في أكثر من دولة في العالم نتيجة طبيعية وحتمية لاهتمامها بالتاريخ والروايات والقصص التي تعبر عن المجتمع والوطن بصورة عامة.
والسينما كما تشير كتب تاريخ السينما المختلفة والموسوعات التي وثقت هذه الصناعة العالمية والمؤثرة في حياة المجتمعات صناعة تدر المليارات لا الملايين على شركات الإنتاج والمخرجين والممثلين بل كل العاملين في هذا القطاع باتوا من المشاهير والأثرياء، ومؤخرًا طالعتنا الأخبار أن فيلم الدراما العائلي Wonder بطولة النجمة جوليا روبرتس، حقق نتائج رائعة في شباك التذاكر العالمي خلال أسبوعه الثالث، جامعا إيرادات بلغت 100 مليون دولار أمريكي، الفيلم ينتمي لفئة الدراما العائلية المحببة التي تحظى باهتمام ملايين الأسر. ولاشك أن الفن السينمائي على اختلاف أنواعه وما يرتبط به من تمثيل وإخراج وديكور يعتبر أحد أهم أنواع الفنون ذات العائد المادي، وكونه يساهم في إيجاد المئات من الوظائف للعاملين في هذا القطاع من مؤلفين وكتاب سيناريو وفنانين ومصممين وهندسيين ومتخصصين في التقنية والبرمجة، خصوصًا في العقود الأخيرة باتت التقنية جزءًا لا يتجزأ من عمليه التصميم والديكور وحتى الإخراج وإعداد التأثيرات المختلفة ليظهر الفيلم بصورة مبهرة وشيقة. والسماح بفتح قاعات للسينما في المملكة خطوة في الطريق الصحيح، فسوف تتيح الفرصة لإنشاء صناعة سينمائية منافسة، ولله الحمد تتوافر في بلادنا مختلف العناصر التي تستطيع أن تفعل ذلك وأكثر.. وفق الله الجميع لخدمة الوطن في مختلف المجالات.