الخرج - سليمان الظفيري / تصوير - إبراهيم المعيلي:
تحدث أمين صندوق نادي الشعلة سابقاً وعضو الشرف الحالي محمد البلوشي لـ «الجزيرة» حينما طرحنا عليه سؤال كيف كانت السينما في الخرج؟! وقال: بدايتها كانت منذُ الثمانينات الهجرية وكانت أول انطلاقة للسينما في الخرج في نادي الشعلة قديماً بحي السليمانية ويسمى بـ «البكشة» نسبة إلى حديقة قديمة ولا زالت موجودة. وأردف حديثه: بوجود «حوش» ليس بالكبير نقوم بفرش البسط والحصير المنسوجة من الخوص على شكل صفوف متتالية أمام قطعة قماش بيضاء كبيرة عُلقت على إحدى الجدران ونقوم بتجهيز المكان قُبيل المغرب حتى يكون مهيئا للبدء في عرض الفلم، وهي عبارة عن جلسات أرضية مثل ما ذكرت دون أي وسائل راحة تذكر.
يقف أحد الزملاء بأوراق قد قمنا بختمها بختم النادي وترقيمها وقيمتها ريالين تؤخذ من أمام الباب قبل الدخول، وهناك شروط للدخول لا يسمح بدخول الأطفال إلا مع شخص كبير. ويواصل: في وسط الأسبوع أذهب لإحضار الأفلام من المربع بالرياض بقيمة 150 ريال آجار للفلم الواحد, مع العلم أننا وغالباً ما نجمعه من قيمة دخول السينما نقدمه لأصحاب الأفلام في الرياض بعد مصادرتها من قبل بعض رجال الحسبة لبعض الأفلام التي تكون بها بعض اللقطات الساخنة، ولا نستطيع حذف هذه اللقطات ونأخذ الفلم كما هو ونقوم بعرضه. كانت الأفلام التي تعرض في السينما لدينا أفلام مصرية من بطولة فريد شوقي واسماعيل ياسين ومحمود المليجي وليلى مراد وتوفيق الدقن وعبدالسلام النابلسي وعدد من الأبطال آنذاك.
وحينما كررنا عليه سؤال سر الابتسامة التي أطلقها وهو يتحدث ذكر أن بعض اللقطات تحمس الجمهور فيقوم بحماس مما يحجب على من خلفه هذه اللقطات وبعيداً عن المشاجرات نقوم بإعادة الجزء مرة أخرى لمن لم يشاهدها لنرضي الجمهور وأعيننا على «الريالين» اللذين دفعهما، لأنها مصدر دخل إضافي للنادي.
توقف عرض السينما في بداية عام 1401هـ لأسباب معروفة لدى الجميع واليوم نعيد ذكريات الخمسين عاماً التي مضت من سينما تشاهَد على حائطٍ طيني إلى منافسة كبرى شركات العالم في صناعة السينما.