نجح الفريق الطبي بمستشفى د.سليمان الحبيب بالقصيم في استئصال كيس مائي بالنخاع الشوكي لطفل يبلغ من العمر 11 شهراً، أصيب به منذ ولادته نتيجة تشوه خلقي مما تسبب في الضغط على أعصاب النخاع الشوكي وإعاقة حركة الطفل بصورة طبيعية. هذا ما ذكره المدير الطبي للمستشفى.
والذي قال إنه تم تشكيل فريق طبي لمتابعة حالة الطفل برئاسة استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري واستشاري طب الأطفال واستشاري الأشعة، وأجريت للطفل الفحوصات الطبية والإشعاعية اللازمة والتي أظهرت نتائجها وجود كيس ضخم نتيجة تشوه خلقي أصابه منذ الولادة، أثر بصورة سلبية على أعصاب النخاع الشوكي. ونتج عن ذلك أن الطفل لم يعد قادراً على تحريك قدميه أو الزحف عليها بالشكل الطبيعي.
وقال المدير الطبي إنه بمراجعة التاريخ المرضي للطفل والتقارير السابقة للحالة تبين أنه تم عرضه على العديد من المستشفيات والمراكز الطبية بمنطقتي الرياض والقصيم، وأفادت تقارير الأطباء إلى نتيجة واحدة وهي مفادها بتأخر حالة الطفل واحتمالية إصابته بالشلل بنسبة كبيرة - لا قدر الله - في حال إجراء جراحة للطفل.
وأضاف أنه تمت دراسة الحالة ونسب نجاح الجراحة ومخاطرها خصوصاً وأنها تعد من الحالات النادرة والأولى التي يتم إجراؤها بمنطقة القصيم، وقد أتُخذ القرار بأهمية إجراء الجراحة لإنقاذ حياة الطفل وتخفيف آلامه ومساعدته على الحركة بصورة طبيعية.
واستطرد قائلاً: إنه تم ترتيب الإجراءات الخاصة بهذه الجراحة الدقيقة، وأجريت العملية دون حدوث أي مضاعفات -ولله الحمد- إذ استغرقت 4 ساعات ونصف الساعة تم خلالها استئصال الكيس المائي باستخدام الميكروسكوب الجراحي pentero والاستعانة بجهاز ultrasound والتي تعد من أحدث التقنيات المستخدمة في مثل هذه الحالات.
واختتم المدير الطبي للمستشفى حديثه قائلاً: إنه بعد إجراء الجراحة بأيام عدة تم فحص الطفل وأُجريت له أشعة رنين مغناطيسي MRI على العمود الفقري، وقد أظهرت النتائج الاستئصال التام للكيس وعودة أعصاب النخاع الشوكي إلى وضعها الطبيعي بعد نموها تدريجياً، وتحسنت حركة الأرجل بنسبة تفوق الـ95 % واستطاع الطفل الحركة بصورة طبيعية دون وجود أي مشكلات أو شلل في الأطراف السفلية - ولله الحمد.