د. صالح بكر الطيار
تتميز بلادنا باقتصاد متنوع وبيئات مختلفة للاستثمار كل ذلك ولا تزال هنالك العديد من العراقيل التي تعترض قطار السعودة بأسباب مختلفة تعود لأصحاب المنشآت وكذلك تتعلق بتطبيق مواد أنظمة العمل وأيضا عزوف الشباب عن بعض الوظائف وأسباب تختص ببيئة العمل والمزايا المتعلقة بالوظيفة كل ذلك ونحن أمام مستقبل واعد ومشرق فإن الشباب هم المعنيين بذلك وعلى القطاع الخاص أن يكون عونا للدولة في إكمال هذه المسيرة فلا تزال لدينا فرصا كبيرة تنتظر الشباب الذين برع عدد منهم في وظائف مختلفة كانت تدار لعقود تنتظر سعودة حقيقية في حين أن شبابا عصاميين تمكنوا من المضي قدما في إدارة مشروعات صغيرة وأفكار مميزة عن طريق دعم من صناديق التمويل ومن بعض الجهات الخاصة التي تبادر مشكورة بتقديم ذلك مساهمة في منها في دعم الاقتصاد الوطني.
أعلنت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عن عشرات الوظائف التي يجب سعودتها جزئيا أو بالكامل وفرضت الوزارة عقوبات على من لم يتقيد بها ورأينا كيف دخلت شركات كبرى في «النطاق الأحمر» في حين تجاوزت الاختبار شركات ناشئة تمكنت في فتح فرص التوظيف للشباب وفتح أبواب الرزق لهم بعد الله في حين أن الأمنيات تتواصل بأن يكون هنالك تعاون بين كل الجهات وأن يتم تثقيف وتوعية الشباب بأهمية الحرف التي يستطيعون من خلالها بناء مستقبلهم وعلى المجتمع بكل شرائحه أن يكون داعما للشباب في مختلف ميادين العمل وشكل أنواع الوظائف وليعلم الشباب أن الوطن بحاجة إلى سواعدهم وإلى عطاءاتهم وأتمنى أن تقوم الشركات بوضع خطط حقيقية بسعودة الوظائف وأن تشكل مبادرات لتدريب الشباب وتأهيلهم في برامج التدريب المنتهي بالتوظيف وهي من ستكسب في النهاية نظرا لأن العديد من الشباب يريدون الالتحاق بوظائف تحقق لهم الأمان الوظيفي وكذلك الدخل الشهري الذي يساعدهم على الوفاء بالتزامات أسرهم وتعديل البيئات السابقة التي كانت طاردة للشباب في ظل انعدام الحوافز وقلة الرواتب والمزايا. ولكن وفي ظل الثورة الاقتصادية التي تشهدها بلادي فإن القطاع الخاص معني بأن يعطي الشباب فرصته وأن يضع أمامهم التسهيلات وكذلك عليه أن يوفر الوظائف الجيدة المناسبة للشباب وأن يختار الأميز منهم وأن يخضع أصحاب الخبرات القليلة منهم والذين يملكون الدافعية إلى جرعات تدريب تمكنهم من خوض العمل بكل كفاءة.
وعلى الشركات أن تضع شروطا ميسرة وأن تتجاوز الشروط التعجيزية التي كانت حائلا يبعد الشباب حتى عن قراءة إعلانات الوظائف التي تتطلب خبرة طويلة ويتقدم عليها شباب في مقتبل العمر يمتلكون الأدوات المهنية والتخصصية والدورات والمهارات ولكن الخبرة تنقصهم فتظل شرطا تعجيزيا ولكن لدى القطاع الخاص من الإمكانيات والتسهيلات ما يجعله مستثمرا لهذه الطاقات الشابة وأن يقوم بدوره في دفع عجلة التنمية نحو التقدم والازدهار.