غسان محمد علوان
خسر الهلال مباراته الدورية أمام مضيفه الفيحاء، ليتنازل عن صدارته للأهلي طوعاً. ربما تكون خسارة النقاط الثلاث ليست أكبر هموم الهلاليين، فتعويضها متاح في قادم المباريات وبالذات في اللقاءان المؤجلان للفريق أمام الفيصلي ثم الاتفاق. ما يقلقهم حقاً هو هذا العجز الهجومي الذي يعاني منه الفريق بشكلٍ واضح، مرده عجز فني من مدربه الكبير رامون دياز الذي لم يستطع أن يعطي حلولاً لهذا العجز. هدفٌ وحيد في لقاءين متتاليين أمام فريقين يصارعان شبح الهبوط، ونقطة وحيدة من أصل ست هي كل ما تحصل عليها الهلال من خلالهما.
ذهب البعض لتحميل المعيوف نتيجة اللقاء، وهو بالفعل أخطأ خصوصاً في الهدف الثاني بخروج من المرمى لا يقوم به لاعب مبتدئ. وآخرون حمّلوا هوساوي وزر الخسارة. وقسمٌ آخر لام المهاجمين، وآخر لام لاعبي الوسط.
في كل عمل هناك أصلٌ وهناك فرع، والنقد أو التعديل يجب أن يبدأ من الأصل لكي يصلح الفرع. كل تلك الأخطاء هل هي حوادث منفردة لم تحدث من قبل، أم أنها تتكرر في كل لقاء؟
إن أخطأ اللاعب مرة، فاللوم عليه. وإن أخطأ ثانية، فاللوم عليه وعلى مضض. أما إن أخطأ ثالثة، فاللوم كل اللوم على من يشركه بشكل أساسي ويعتمد عليه.
هذا المستوى السيئ الذي ظهر به الهلال ليس استثناءً، وإن اختلفت النتائج. فالمتتبع لمسيرة الهلال منذ قدوم رامون دياز لا يجد ميزة واضحة وجوهرية سوى الاستحواذ، وهذا الاستحواذ إن لم يتبعه خطوات تجعل من التفوّق انتصارات توازي حجم الفوارق التي يمتلكها الفريق فهو فشل فني ذريع.
متى بدأ العجز الهجومي يتفاقم؟ ربما ملامحه بدأت بالظهور جلية من لقاء النصر في الجولة الثامنة. وتبعته لقاءات عدة بنفس الشكل وبنفس العجز الهجومي وأهمها لقاءا النهائي الآسيوي، ولم يحرك تجاهها دياز ساكناً. نفس التشكيل، نفس الطريقة، ونفس العجز. وكأنه ينتظر أن يتغيَّر كل شيء وحده دون أن يعمل على ذلك.
نعيد ونكرر، أن الانتقاد لا يعني المطالبة بالرحيل أو إلغاء العقود. الانتقاد هو كشف حساب لأخطاء تتراوح دقته من شخص لآخر، حسب خبرته وتجربته ومدى قربه من التفاصيل. ولكن النتائج (وأقصد نتائج العمل) ستظهر وحدها دون أعذار ملتصقة بها. والتغيير الحقيقي تظهر ملامحه فوراً، ليتم بناءً على ذلك انتقاد هذا التغيير أو التصفيق له.
الغريب في الموضوع أن دياز علق على الخسارة بعبارة: (نعاني من مشكلة في الوسط الهجومي والهجوم)!
كيف اكتشفت هذا الاكتشاف العظيم؟ وجميع من شاهد الهلال ردده مراراً وتكراراً وسط تعنتك الذي رفض الاعتراف بذلك. والأهم من ذلك، ماذا فعلت لتغيير وحل هذه المشكلة، هل تم تبديل العناصر السيئة المسببة لهذه المشكلة؟ أم غيرت نهج الفريق ليتمكن من تجاوز هذه المشكلة؟
اعتراف غريب متأخر، لم نر أي شيء يدل على أن الأرجنتيني المخضرم قد وضع يده عليه قبل الجميع. عموماً لم ينتهِ أي شيء، وما زالت حظوظ الهلال هي الأقوى، نقطياً وعناصرياً. ما يجب أن ينتهي فوراً هو اعتقاد دياز أنه ليس مطالب بعمل الكثير ما دام أنه يملك أفضل فريق في الدوري أو حتى في القارة.