سمر المقرن
وصلني فيديو جميل، يتناول ثلاث شخصيات (عالم دين ومحامي وعالم فيزياء) جميعهم محكوم عليهم بالإعدام شنقاً، لكن الإشكالية كانت بالمقصلة التي فيها عقدة منعت تنفيذ الحكم. وبحسب تخصص كل واحد منهم، قال عالم الدين إن الله -سبحانه وتعالى- هو من منع تنفيذ الحكم ووضع العقدة في المقصلة.. واعتبر المحامي أن العدالة هي من منعت تنفيذ الحكم عليه.. بينما عالم الفيزياء عندما جاء دوره أخبرهم بأن مشكلة المقصلة هي وجود عقدة في الحبل فأزالوها وشنقوا رأسه. الحكمة في هذا الفيديو هي أن ليس كل ما يُعرف يقال، وأن الإنسان عليه أن يفكر ألف مرة قبل أن يقول كلمته، وأنه ليس بالضرورة مع كل حدث يجب أن يتحدث الناس، هناك أشياء من الممكن أن يتحدث عنها الناس، وأشياء من الأفضل ألا يتم الحديث عنها.
عندما أنظر للمجتمع السعودي والقنوات المفتوحة على مصراعيها والأدوات المتاحة للتعبير عن الرأي، أراها ظاهرة صحية وجيدة، لكن ما زال هناك فئات في المجتمع لم تصل إلى مرحلة النضج في التعبير عن الرأي، وهذا لا ينطبق فقط على مجتمعنا، بل على المجتمعات العربية بشكل عام، لذا من الدارج أن تقال جملة: (رب كلمة قالت لصاحبها دعني).. وهنا لو فكّر كل شخص بتبعات الكلمة التي سيقولها قبل أن يقول أو يكتب، فسوف تتغير حياته كثيراً.
كنت في وارد هذا النقاش قبل يومين مع صديقة، تتحدث لي عن تغريدة كتبتها في تويتر وندمت عليها، بعد أن استدرجها وسم رأت عدد من مشاهير الكلمة قاموا بالتغريد فيه، قلت عن تجربة شخصية إنني ولله الحمد أشعر ببلوغي مرحلة النضج في عدم الانسياق خلف هذه الوسوم، لأنني ببساطة مررت بتجارب كثيرة ومن المهم أن نتعلم من هذه التجارب ونستفيد منها، وهذه التجارب ليس بالضرورة أن تكون شخصية، فهناك تجارب نرى غيرنا قد مرّ بها ونستفيد منها، ومن لا تصقله هذه التجارب سيظل نادماً طوال عمره على كلمة أو تغريدة قالت لصاحبها دعني.
هناك أحداث يكون للشخص فيها رأي، قد يعتقد أنه مهم، لكن بعد أن يقوله سيكتشف أن كتمانه كان الأهم.. وأن هناك أحداثاً ليس كل ما يعرف فيها يُقال لأن وقتها لن ينفع لسانك أحد..!.