هدى بنت فهد المعجل
هل حقًّا (نركل) بأقدامنا ما لا نستطيع التقاطه بـ(أيدينا)..!؟ الرِّجل واليد.. الكف واليد.. الكف للالتقاط والحمل والمصافحة.. والقدم للمشي والركل وحمل الجسد.. علو وانخفاض.. صعود ونزول.. على رأي فنان شعبي (حبة فوق وحبة تحت).. ذلك الفن الشعبي الذي أتى كي يعالج (الدمامل) بلهجة البسطاء الأغلب في المنطقة.. ويستأصل (العضو) الزائد (والأصبع) السادس.. فهل استقبل وتقبل الفن.. فن أحمد عدوية وشعبان عبد الرحيم الأدبي، وصعد به وله، أم (ركل) بالأقدام...!؟
وقد نستخدم القدم في رفع الشيء عن الأرض إلينا، كالكرة مثلاً حسب رؤية صديقتي، فهل هناك ما نرفعه إلينا (أيضًا) بالقدم..؟ القدرات التي يمتلكها البشر والمهارات تجعلنا نتوقع كل ما يصدقه العقل أو يكذبه.. لأن القدرات لا تقف عند حدود معينة، ولا عقاب يطبق في حق مخترقي تلك الحدود أو متجاوزيها..
أعود لأسأل: هل حقًّا (نركل) بأقدامنا ما لا نستطيع التقاطه بـ(أيدينا)..!؟ ولماذا نفعل ذلك؟ يرى شخص عملة نقدية على الأرض، ولأنه لا يستطيع حني ظهره لمرض ألمّ به، يحزنه أن يلتقط غيره العملة فيركلها بقدمه بعنف ليشتتها.. فلماذا لم يدفنها في التراب أفضل..؟! عندما تنوي الأم رفع طفلها عن الأرض كي تؤدبه عن خطأ ارتكبه فلا تستطيع؛ تركله بقدمها.. العجز والكسل ربما يدفعاننا إلى ركل الشيء بهدوء، وركله، ثم ركله.. إلى أن نصل به إلى المكان الذي نريده..
اللاعب إذا دُفعت الكرة باتجاهه فحاول التقاطها وفشل ارتفع لها وركلها بقدمه..
القدم واليد.. الركل والالتقاط.. قدرة عضلية وجسدية قد نجيد إحداهما، ونفشل في الأخرى.. كما ينبغي أن تساعد إحداهما الأخرى.. إذ من السوء أن تسيء القدم التصرف في الشيء لأن اليد فشلت في الفوز به..
في حياتنا نركل من ذهننا المشروع الذي أسسنا له ورتبنا لالتقاطه ففشلنا.. أو سبقنا إليه غيرنا..!! لماذا لا نحاول الفوز به بوجه آخر، وإنشاءه بطريقة تشبهنا، وتلتقي وإمكانية التغيير لدينا.. بمعنى آخر: رتبت أن تنشئ صالة بلياردو نسائية؛ لأن المنطقة تخلو منها، ولم تمضِ شهور حتى قرأت عن صالة أُنشئت لهن فما كان منك إلا أن ركلت الفكرة من ذهنك..!! لأنكِ لم تسبقي غيرك في التقاط الفكرة وتحويلها إلى مشروع ركلتِها.. فلماذا لا تحاولين صياغة فكرة المشروع بطريقة أوسع بأن تدعمي تلك الصالة بمقهى.. صالون.. صالة ألعاب للأطفال.. مسرح سينمائي مصغر.. وهكذا..
يؤسس الرجل في ذهنه فكرة خطبة فلانة وقبل أن يتقدم لها بأيام يسبقه إليها فلان آخر، فما كان منه إلا أن يركل فكرة الزواج من ذهنه.. فهل طبيعي أن كل ما لا نستطيع التقاطه نركله..!!؟