د. محمد عبدالله الخازم
لم أتحول لكاتب رياضي، ولكن هذا موضوع آخر طرحت فكرته قبل عشرين عاماً، تقريباً، حينما كنت كاتباً في صفحات دنيا الرياضة (1996-1998م) ويتعلق بتأسيس أكاديمية الأمير فيصل بن فهد للعلوم الرياضية. اقترحتها بمناسبة عودة سموه من رحلة طويلة بمرافقة والدته، رحمهما الله، في العلاج خارج المملكة وكذلك احتفاءاً بمرور عشرين عاماً على توليه دفة القيادة للرئاسة العامة لرعاية الشباب. كنت أرى أن كليات التربية تخرج تربويين في المجال الرياضي ولا تفي باحتياجات الأندية والمنتخبات، ونحتاج تأسيس أكاديمية تعنى بالعلوم الرياضية من الناحية التطبيقية؛ لياقة بدنية، تدريب، تغذية رياضية، إدارة منافسات، إدارة منشآت رياضية.. إلخ. لم تعقب رعاية الشباب باستثناء كاتب له علاقة حينها بمعهد إعداد القادة، اعتبره استفزازاً المطالبة بتكريم سمو الأمير وفي نفس الوقت أكتب عن شارع الحوامل ورياضة المرأة- على عادة الكتاب الرياضيين المقال الطويل نطرح فيه عدة أفكار -حيث اعتبر الأمر تقليلاً من قيمة سمو الأمير رحمه الله. ربما لم يكن يدرك ما ستحصل عليه المرأة من حقوق متقدمة في بلادنا!
بعد انتقال سمو الأمير فيصل إلى رحمة اللـه، أعدت كتابة الفكرة ضمن أفكار أخرى لتكريم اسم الراحل وأيضاً لم تتجاوب رعاية الشباب. لكن التجاوب كان أجمل من مجلس الغرف التجارية السعودية، عبر رد أمينها آنذاك المهندس أسامة كردي- نشر رده بالجريدة- باستعداد الغرفة التجارية التكفل بمصاريف تأسيس تلك الأكاديمية تقديراً لاسم الراحل فيصل بن فهد. مرةً أخرى، كان مصدر غرابتي عدم تجاوب رعاية الشباب على المقترح. ربما كان هناك من (يفلتر) المواضيع حينها وتسبب في حجب الفكرة!
هذا كلام لا دليل عليه، والمهم الآن في إعادة الموضوع هو مانراه من همة معالي رئيس الهيئة الأستاذ تركي آل الشيخ وأشرك فيها سمو الأميرة ريما بنت بندر لأنه ربما نحن بحاجة لأن تكون الأكاديمية المقترحة نسائية بشكل أكبر بحجم نقص الكوادر النسائية في مختلف المجالات الرياضية؛ في صالات اللياقة والتدريب في المدارس وتدريب الأطفال والتغذية الرياضية والإدارة الرياضية النسائية بعد فتح المجال لرياضة المرأة وفتح الملاعب لحضورها المتنافسات...
معهد إعداد القادة تحول إلى مقر معسكرات ودوراته محدودة جداً، لكن الأكاديمية التي اقترحها ستقدم الدورات القصيرة وبرامج الدبلومات التطبيقية الرياضية المتخصصة لمدة سنتين أو ثلاث. جزء مهم من الفئة المستهدفة لهذه الأكاديمية ستكون في تأهيل اللاعبين في مختلف المجالات لمهن رياضية بعد تقاعدهم عن اللعب متى التحقوا بهذه الأكاديمية ووفرت لهم برامج تناسب جداول التدريبات والمباريات. جزء من فشل كوادرنا التدريبية والقيادية والفنية في ألعاب كثيرة هو وجود الخبرة دون تأهيل علمي مصاحب وهذه الأكاديمية قد تتيح لهم ذلك. بقي أن أشير إلى أن هيئة الرياضة يمكنها الاستفادة من بعض مقراتها لبدء هذه الأكاديمية ريثما يوجد لها مقر مناسب، مثل بيت الشباب أو معهد القادة أو ملاعب الأندية وغيرها من المنشآت. قد تدرس الفكرة ويتم إيجاد مستويين من البرامج؛ متقدم لخريجي وخريجات الجامعات ولمن هم دون ذلك من فئة المساعدين.