سعد الدوسري
أحياناً، يواجهني مسؤول ما، بهذا السؤال:
- لماذا تنتقدني، ولا تنتقد مؤسسات الإعلام؟!
ليس هناك من هو منصف أو محايد بالمطلق، لكنني قد أعتبر نفسي واحداً من أكثر الكتاب انتقاداً للمؤسسات الصحية والمؤسسات الإعلامية، وهما القطاعان اللذان أنتمي لهما.
بالأمس، اعتبرت آليات الرقابة على الأطباء والممارسين الصحيين في مستشفياتنا الحكومية، لا ترقى لمستوى الردع. ولهذا السبب، اعتبرتُ اللقطة التي كانت أمامي قبل أيام، لمنسق في عيادة مستشفى حكومي، وهو يتفانى في خدمة امرأة مسنّة على كرسي متحرك، لقطةً تستحق النشر والإشادة، ليس لأنه الوحيد الذي يهتم بالمرضى، بل لأن الاهتمام بهم صار استثنائياً.
قبل ثلاثة أيام، أقر وزير العدل، الدكتور وليد الصمعاني، «البرنامج الإلكتروني للتفتيش القضائي»، والذي يفترض أن يحقق سرعة الإنجاز وتسهيل الأعمال للقضاة والمستفيدين على حدٍ سواء، وأن يجعل المدد النظامية المنصوص عليها في التعليمات بخصوص أعمال التفتيش القضائي منطبقةً على العمل بهذا البرنامج، وأن يعتبر استلام ما يصل للقضاة أو ما يرد منهم للتفتيش استلامًا نظامياً. ومثل هذا البرنامج، إذا تمَّ تطبيقه كما قرأناه، ربما سيقلل من مزاجية بعض العاملين في الساحة العدلية، ومن شخصنتهم لسير العمل، ومن أخطائهم المتعمدة وغير المتعمدة، والتي انعكستْ سلباً على صورة القضاة.