عندما يكون الحديث عن والدنا وقائدنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود فإن أول ما يتبادر للذهن هو الحب والتقدير الكبير الذي يحظى به الملك لدى أبناء شعبه وهو الحب الذي يتحدث عنه كل من اطلع على الواقع السعودي. إن ذكرى البيعة مناسبة لاستذكار كيف تولدت هذه الأحاسيس وترسخت هذه العلاقة بين الملك والشعب، والتي لم تكن وليدة صدفة بل نتيجة عوامل عدة. فهذا الحب والتقدير نشأ لأن الملك سلمان كان قريباً دائما من شعبه وصادقاً معهم فصدقوه، واضحاً بأفكاره وقناعاته فاقتنعوا بها، جعل خدمة الشعب هدفه وبرنامجه فقدروه وأجلّوه وحافظ على مصالح وطنه وأمته فاحترموه.
ولم يقف الملك سلمان عند هذا الحد بل رأى في الحزم والعدل والنظام منهجاً لحكمة يتساوى فيه الجميع لا فرق بين غني وفقير وصغير وكبير ومنطقة وأخرى، فالشعب كله سواسية.
من هنا كانت انطلاقة التنمية والتطوير والإصلاح فسعى لسن الأنظمة التي تحفظ الحقوق تكافئ المجد وتحاسب المقصر، عمله دؤوب.. وطموحه كبير.. ونظرته بعيده.. يريد الخير والرخاء لشعبه.. والأمن والرقي لوطنه.
في عهده الميمون تحقق الحلم الكبير بالعمل على نقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال توجيهه لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم رؤية المملكة 2030 ليعلن بعد ذلك عن مرحلة جديدة في تاريخ المملكة ولتتحول المملكة بإذن الله تعالى نحو المنافسة والريادة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية وغيرها من المجالات، ولتكون بمشيئة الله تعالى نموذجاً يحتذى به في العالم أجمع.
أما على الصعيد الخارجي فإن سياسة خادم الحرمين الشريفين الفعالة والمتوازنة جعلت من المملكة بفضل الله بلداً آمناً مستقراً متماسكاً كل ذلك على الرغم من التطورات والأحداث والظروف الإقليمية التي تحيط بمنطقتنا، فقد حافظت المملكة على مكانتها العربية والإسلامية والدولية وعززت من حضورها الخارجي على كافة الأصعدة لما له يحفظه الله من مكانة مرموقة ودور ريادي كانت هي خير داعم للقضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، كما أن جهوده الإنسانية المتمثلة في الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري ومناصرة القضايا العادلة ودعم ونصرة المنكوبين والمستضعفين جعلته من أبرز الدعاة إلى السلام في العالم.
فقد أنشئ في عهده حفظه الله مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لإدارة العمل الإغاثي وتنسيقه والمساهمة على المستوى الدولي بما يضمن تقديم الدعم للفئات المتضررة بكل حيادية بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق حيث شملت المساعدات أكثر من 37 دولة.
كما دعا إلى ضرورة تكاتف المجتمع الدولي وتضافر الجهود في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه حتى أصبحت المملكة ولله الحمد من أوائل الدول في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف وملاحقة ممولي هذا الفكر والمتعاطفين معه ومن جهوده في هذا المجال افتتاح مركز (اعتدال) في العاصمة الرياض بحضور الرئيس الأمريكي و أكثر من 50 من قادة و ممثلي الدول العربية و الإسلامية والذي يهدف لمحاربة الفكر المتطرف ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وتجفيف منابعه، كما سيتم قريباً في مملكة اتحاد ماليزيا افتتاح (مركز الملك سلمان للسلام العالمي) والذي سيختص بإرساء قيم السلام والتسامح وترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال وتعزيز الصورة الذهنية الايجابية عن الإسلام.
إن وضوح وصدق وثبات وحزم سياسات الملك سلمان أكسبته ثقة وتقدير واحترام قادة وساسة دول العالم أجمع، وبالتالي فإن هذا الثبات والحزم في المواقف تجاه أمن المملكة والمحافظة على مكتسباتها وتلك المبادرات الدولية البناءة كل ذلك زاد من حب الشعب لمليكه وافتخاره به والتباهي به بين الأمم.
إن ما سبق الإشارة إليه ما هو إلا لمحات بسيطة من قصة الحب الكبير بين الملك والشعب، والتي يغبطنا عليها كثير من الشعوب فهنيئاً لهذا الشعب الوفي بمليكه ولهذا الوطن بقائده، وأسأل الله أن يحفظ ويوفق مليكنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين ويرزقه موفور الصحة والعافية وأن يحفظ بلادنا وقادتها ويديم عليها أمنها واستقرارها ورخاءها.
** ***
محمد بن عبدالله البريثن - القنصل العام في قوانجو - جمهورية الصين الشعبية