تمثل ذكرى البيعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- لمقاليد الحكم، مناسبة عزيزة تجسّد أسمى معاني الوفاء وصدق الولاء لقائد عظيم تسارعت في عهده الزاهر خطوات مسيرة التنمية وفق رؤية وطنية شاملة. فقد جاءت ذكرى البيعة الثالثة لتشكل محطة تأمل لإنجازات فريدة تركت بصمات مميزة لمملكة رائدة تسابق الزمن لصنع المستقبل برؤية المملكة 2030 في ظل قيادة حكيمة.
وتحل ذكرى البيعة الثالثة والمملكة العربية السعودية في ظل قيادة الملك سلمان وولي عهده الأمين قد تمكنت من تعزيز دورها الإقليمي والدولي على مختلف الأصعدة كقلب نابض للعالم الإسلامي وصوته المعتدل في المحافل الدولية ودوائر صنع القرار، لتكون بذلك شريكاً قوياً في دعم السلام العالمي ومحاربة قوى التطرف والإرهاب. فقد جاء الخطاب الملكي لخادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى قبل أيام ليجسد وثيقة تاريخية للالتزام بمبدأ الوسطية والاعتدال لمنهج بلادنا الغالية، اختصرها -حفظه الله- في عبارة لاقت أصداء قوية على الصعيدين المحلي والعالمي: «رسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال».
إن مما تستدعيه هذه الذكرى هو أن نستشعر الأمانة الملقاة على عواتقنا جميعاً تجاه بلادنا الغالية وأن نتحمل المسؤولية كل من موقعه وفي مجاله، ونسهم بالعمل في أداء الواجب تجاه الوطن ضمن نسيج واحد لا تزيده الأيام إلا تماسكاً ورسوخاً في ظل قيادة رشيدة أولت لجميع مكونات الوطن رجالاً ونساء كل الرعاية والدعم لدفع عجلة التنمية.
وختاماً نرفع أسمى آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين وللشعب السعودي الكريم في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعاً، سائلين الله عز وجل أن يديم على الجميع اللحمة الوطنية التي تنعم بها مملكتنا الغالية وأن يحفظ للبلاد أمنها واستقرارها في ظل قيادتها الحكيمة.
** **
د. عزيزة بنت سعد الرويس - كلية العلوم الاجتماعية - قسم المناهج وطرق التدريس