حمّاد السالمي
* لبّيت - بكل سرور- دعوة معالي محافظ الطائف؛ للقاء سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير: (عبد الله بن بندر بن عبد العزيز)، في ندوة نقاش مع المثقفين مساء يوم الثلاثاء قبل الفارط في حدائق الردف، التي هي واحدة من مفاخر أمانة الطائف. ظننت أن اللقاء سوف يتم بعد صلاة المغرب، أو بُعيد صلاة العشاء على أقل تقدير، ونظرًا لظرف عائلي، غادرت قبل التشرف بلقاء سمو الأمير عبد الله، خاصة وأنا من أشد المعجبين بزياراته التفقدية، وجولاته الميدانية، وحسه الإداري الذي جعله قريبًا من سكان محافظات ومراكز وقرى منطقة مكة المكرمة، وهو المسئول الذي يجسد بهذا الحراك الإداري الواعي، نهج الدولة السعودية الرابعة، القائم على العمل الجاد، والعدالة الناجزة، ومن العدالة في العهد السلماني المجيد؛ إعطاء كل محافظة ومدينة ومركز وقرية؛ حقها من الخدمات العامة والخاصة، التي توفر الأمن والأمان والراحة لكافة سكانها.
* كنت أود أن أتحدث مع سموه؛ في الشأن العام، عن بعض ما يدور بين أبناء الطائف المأنوس، وكنت أعرف أن معالي محافظ الطائف الأستاذ: (سعد الميموني)؛ لم تفته هذه ولا غيرها، وأنه طرح على سموه هموم وقضايا محافظة الطائف، فهو المحافظ القريب من أهالي الطائف كافة، الحريص على إسعاد كبيرها وصغيرها. لكني كنت أردد مع نفسي وأنا في الطريق لمقر اللقاء؛ بأن لا بأس من تكرار الكلام في شأن عام، ذلك أن في الإعادة إفادة كما يقال، وأن صوتي مع أصوات بقية الإخوة المثقفين في محفل كهذا؛ إنما يعزز ما تسعى إليه المحافظة والأمانة وبقية الجهات المعنية بالخدمة، لتحقيق المزيد من مشاريع الرخاء والنماء على كافة الصُّعد.
* كنت أود الكلام عن وزارة النقل في الطائف تحديدًا. هل هناك من مشروع أو عمل يشير إليها اليوم من قريب أو بعيد في أنحاء الطائف..؟ منذ سنوات خلت؛ والطائف تسمع بوزارة النقل دون أن تراها. طريقها الدائري الجنوبي؛ مضى عليه قرابة خمس عشرة سنة وهو متوقف عند الكيلو الرابع..! تصوروا. وطريقها الدائري الشمالي؛ بدأ العمل فيه منذ عشر سنوات، ثم توقف عند الكيلو الخامس. ثم طريق الملك فهد الذي انطلق من قلب المدينة ليلتحم مع طريق الملك فهد الدائري؛ لم يكتمل هو الآخر، وجسره الرابط بالملك فهد؛ ما زال حبرًا على ورق.
* ليس هذا فحسب. هناك وصلات وجسور على أكثر من طريق بين الطائف المدينة ومراكزها وقراها، هي بين متعثرة أو متوقفة منذ سنوات. على سبيل المثال: جسر مفرق بلاد ثمالة، متعثر، وكان يفترض تسليمه قبل أكثر من عامين.
* نأتي إلى معاناة أخرى لأهالي الطائف مع شركة المياه- وما أدراك ما شركة المياه- بعد أن فرح السكان بنهاية معاناتهم سنوات طويلة مع مشكلة انقطاع مياه الشرب، تفرغت الشركة لمشكلة جديدة اسمها: الفواتير الشهرية الباهظة وغير المنطقية، فهي تتراوح بين المئات والآلاف لكل وحدة سكنية، والجواب الوحيد عند الشركة نغمة اسمها: (مديونية)..! كل المشتركين مديونين للشركة حسب تصنيفها هي..! وبدون تفاصيل لهذا الدين، فإما الدفع أو العطش. لا يوجد خيار آخر. الطائف مثالًا مع شركة المياه، ذلك أن لها مع كل مدينة رواية وقصة لا تنتهي. اسألوا مدينة جدة عن حدوثة شركة المياه التي زكمت الأنوف.
* معاناة ثالثة لأهالي الطائف في حواضرهم وقراهم اسمها: (الاتصالات). فالشركات الثلاث المنوط بها خدمة الاتصال الهاتفي والجوال والنت، تتنافس؛ ليس في توفير الخدمة لطالبيها، ولكن في ضعف الشبكة أو انعدامها، حتى داخل مدينة الطائف، فبعض الأحياء تنعم بالشبكة، وبعضها تسمع عنها، وجميع المشتركين في كافة الأحياء وما حول المدينة، يشترك فقط في فواتير شهرية عالية الأرقام، إلا من سرعة الاتصال. وكما قيل: (حشفاً وسوء كيلة).
* أتذكر كيف كنا في أزمنة مضت؛ نتمنى أن تخصخص خدمات الماء والكهرباء والهاتف، وأن تخرج من عباءة الإدارة العامة إلى فضاء الشركات الخدمية، التي يفترض أنها تسعى لخدمة العملاء والتنافس فيما بينها في جودة هذه الخدمة وتقليص النفقات. بعد أن تحققت الأمنية؛ وأصبحت المياه والاتصالات والكهرباء بإدارة شركات خدمية، صار البعض.. بل الكثير منا؛ يتمنى لو بقيت في إدارة الجهات الرسمية. مرة أخرى: (حشفًا وسوء كيلة).
* لعل صوتي يصل للأمير الشاب: (عبد الله بن بندر بن عبد العزيز)، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، فيعزز ما سمعه من الجهات القيادية والمثقفين في الطائف، الذين يعرفون.. بل يعيشون المعاناة مع وزارة النقل، ومع شركات الاتصالات الثلاث، وشركة المياه، لنجد مبادرات عملية، تحلحل مشكلات الطائف مع هذه الجهات والشركات.