رقية سليمان الهويريني
قامت أمانة منطقة الرياض مؤخراً بإغلاق سوق الطيور بسبب حدوث إصابة مواطن بإنفلونزا الطيور الذي يصيب الجهاز التنفسي وينتقل من شخص إلى آخر بواسطة رذاذ العطس والسعال.
وبمقارنة هذه الانفلونزا بمعظم إصابات الجهاز التنفسي الفيروسية الأخرى كالزكام نجد أن أعراضه شديدة جداً، وتوجد حالياً مخاوف من انتشاره مجدداً وحدوثه في أي وقت، لا سيما أنها حدثت إصابات محلية شديدة أدت لوفيات كثيرة عام 2005م، وسبق أن حصلت وفيات في عام 1977في هونج كونج، لأطفال أصيبوا بالتهاب رئوي بسببه، كما أصيب 17 شخصاً في نهاية العام نفسه بنفس الفيروس الذي كان مصدره الدجاج (ما سُمي حينها بإنفلونزا الدجاج).
وتكمن صعوبة وباء الإنفلونزا الذي يطل برأسه من جديد بأنه ليس له مكان جغرافي معين حتى نتجنبه ونتقيه، فالعالم بأسره عرضة لهذا المرض، ويزيد القلق الكبير لأن هذا الفيروس قاتل فتّاك ومعد جداً.
وبحمد الله فقد تم منع بيع الدجاج الحي في المحلات التجارية؛ لأن ذلك يتعلّق بصحة المجتمع عامة، ونرجو التوعية بعدم تداول وبيع الطيور التي لا تخضع للفحص الطبي ليمكن التصدي لهذا الوباء ووقف انتشاره في بلادنا.
وينبغي على الجهات المختصة المسارعة بإعداد خطط إستراتيجية وبرامج عملية تستهدف التعامل مع هذا الوباء قبل تفشيه، ووضع رقابة صارمة على استيراد لحوم الطيور بأنواعها من الدول التي قد يوجد فيها الفيروس، مع ضرورة توفير خط ساخن للاستفسار عن أي مرض فجائي في الجهاز التنفسي، وتجهيز سيارات لنقل الحالات المرضية التي تستلزم إقامتها في المستشفى، والقيام بحملات وقائية واسعة وتطبيق تجارب الدول التي حاربت هذا الفيروس، ودعم معامل أبحاث متكاملة لدراسة الفيروسات وإيجاد حلول وقائية وعلاجية، مع التنبيه لأخذ الحيطة والحذر من أسراب الطيور المهاجرة التي تمر بالقرى والمدن، وتحذير عشاق الصيد ومرتادي البر من الأماكن التي توجد فيها تلك الطيور، والقيام بزيارات متابعة لمزارع الدواجن بأنواعها؛ لأن كثيراً منهم لا يدركون مكمن الخطورة.