فكرة مشاركة منتخبنا السعودي الأول في خليجي 23 المقامة حاليًا بدولة الكويت بأسماء أغلبها شابة، ولأول مرة تشارك مع الأخضر، تُعد قرارًا رائعًا جدًّا، ويستحق التقدير، وهو - بلا شك - من القرارات الجريئة جدًّا؛ فليس من السهولة أبدًا أن تزج بأسماء معظمها جديدة في بطولة قوية مثل دورة الخليج، تمثل أهمية كبيرة لجميع الرياضيين في منطقة الخليج.
ومكاسبنا في خليجي 23 كثيرة، لعل أبرزها اكتشاف العديد من اللاعبين المميزين الذين سيخدمون الكرة السعودية لسنوات طويلة، مثل صالح العمري ونوح الموسى وعبدالله الشمري ومحمد الخبراني ولاعب المواليد سالم علي. ومن المكاسب أيضًا منح فرصة المشاركة لسلمان المؤشر وعبدالرحمن العبيد ومختار فلاتة في هذه البطولة، إضافة إلى إعادة تأهيل النجم الموهوب أحمد الفريدي قبل المشاركة في كأس العالم 2018 بروسيا.
فالمستوى الرائع الذي قدمه لاعبو الأخضر، وانتصارهم في افتتاح البطولة أمام المنتخب الكويتي صاحب الأرض ومستضيف البطولة، وأمام 60 ألف مشجع كويتي، يصادق على نجاح فكرة المشاركة بهذا المنتخب الجديد. وبكل تأكيد مثل هذه المباريات ستكسبهم المزيد من الخبرة. كما أن إبعاد لاعبي المنتخب السعودي الأساسيين عن المشاركة في البطولة صائب جدٌّا؛ وذلك من أجل إبعادهم عن الإرهاق من تعدد وكثرة المباريات، ولاسيما أن الأخضر تنتظره مشاركة عالمية في كأس العالم بروسيا 2018 بعد نحو ستة أشهر.
فالمهم الآن هو فقط أن يتم المحافظة على هذا المنتخب الشاب المشارك في خليجي 23، وإشراكهم في مباريات ودية دولية قادمة بغض النظر عن نتائجهم فيما تبقى من مباريات بالبطولة لإكسابهم مزيدًا من الخبرة والاحتكاك؛ فهؤلاء هم نواة المستقبل للمنتخب السعودي الأول، وهناك أكثر من لاعب بينهم يستحق المشاركة في روسيا 2018 بإذن الله.
عقدة الأخضر تلازمهم
يبدو أن بعض الأشقاء في الكويت لديهم عقدة أزلية من اللون الأخضر منذ سنوات طويلة جدًّا؛ فقبل انطلاقة خليجي 23 سعوا إلى التقليل من إمكانيات لاعبي منتخبنا السعودي بشكل كبير وغريب؛ فالأشقاء في الكويت طموحهم اليوم أصبح ينحصر فقط في كيفية الفوز على المنتخب السعودي، وهو الانتصار الذي أعتقد أنه يعد لهم بطولة يحتفلون بها كثيرًا، لكن كما هي عادة نجوم الأخضر فالرد دائمًا يكون قاسيًا، وبالملعب فقط بعيدًا عن ثرثرة الفضائيات والإعلام، وهو ما حدث فعلاً أمام جماهيرهم التي احتشدت منذ وقت مبكر بحثًا عن الفوز على المنتخب السعودي الثالث، وليس الأساسي أو الرديف. الذي يجب أن يعرفه الأشقاء في الكويت أننا تجاوزناهم بمراحل كبيرة جدًّا؛ فالمنتخب السعودي اليوم يقارع كبار المنتخبات العالمية، وتنتظره مشاركة مهمة في صيف 2018 بمونديال روسيا؛ لذا فضَّل مسؤولية إشراك منتخب سعودي جديد لثقتهم الكبيرة بقدراتهم الفنية، ومقدرتهم على مقارعة جميع منتخبات البطولة؛ فالمسؤولون لدينا الطموح عندهم كبير، وتجاوز التفكير في كسب منتخب معين أو التقليل منه.
وبكل تأكيد من تطاول أو سعى للتقليل من الأخضر السعودي قبل البطولة استوعب الآن الدرس جيدًا، وعرف قيمة المنتخب السعودي الفنية.
** **
- عبدالله العمري