«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
مع تغير الطقس وقدوم البرد ولو أنه جاء خفيفاً هذه الأيام لكنه كما يقال: (أصغير وأندير) فلقد فعل فعله ونشر تأثيره فراح يوزع نزلات البرد بالمجان كيفما شاء. فلقد اعتذرت لنادي الدمام الأدبي عن المشاركة في (ملتقى الكتاب السعوديين الثالث) لهذا الموسم والذي أقيم مؤخراً. نتيجة لعدم قدرتي على السفر للدمام لإصابتي بنزلة برد حادة ما زالت آثارها تحتل صوتي فبات صوتي غير صوتي الذي أعرفه ويعرفه أفراد أسرتي، بل إن أحد معارفي عندما اتصل بي عبر الجوال وقمت بالرد عليه لم يعرفني. فراح يسألني هل هذا جوال الأستاذ أحمد.. فقلت له بصوتي المبحوح والأجش أنا أحمد بشحمه ولحمه. ولم يتبق لي إلا أن أقسم له. المهم وبعد أن تأكد من شخصيتي راح يقول: إن شاء الله مازلت تنام والمكيف شغال؟ ويضيف كأنه خبير في تأثيرات المكيفات في مثل هذه الأجواء. هذا وأنت على دراية بالطقس هذه الأيام. ورحت أشكره على اهتمامه وأقول له لست وحدى في البيت. والأمر بات ليس بيدي وأمري لله. فأنا واحد من مجموعة والذي أحبه وأفضله قد لا يعجبهم. خذ مثلاً الذي يعمل في مكتب ومعه آخرون هل يستطيع أن يفرض عليهم أن يفتحوا (النوافذ) ويستمتعون بالهواء الطلق بعيداً عن فحيح المكيفات. وهل تستطيع ان تمنع أحد الأبناء عن متابعة مشاهدة مباريات كرة القدم التي باتت تحتل جل ساعات المساء مثلاً من أجل أن تتابع الأخبار أو برنامجاً تحبه أو تفضله. في هذه الحاله إما أن تستسلم وتشاهد ما يشاهدونه أو تنسحب بسلام وتشاهد برنامجك أو أخبارك في مكان آخر في البيت وهذا عادة ما يحصل في كل بيت في العالم هذه الأيام.. بل إنك تجد من في الصالة من الأبناء والبنات مثلاً كل واحد منهم يتابع برنامجه المفضل عبر قنوات اليوتيوب المحملة في هاتفه الذكي. عندها اقتنع صاحبي على أنغام «سعالي» بأن ليس لإهمالي وتقصيري في حق نفسي وأصابتي «بنزلة البرد» وذلك نتيجة لنومي في أجواء التكييف رغم احتياطاتي الوقائية والصحية. ومع هذا نزلة البرد قد تصيب الواحد منا على الرغم من احتياطاته ووعيه. فأنت تذهب إلى عملك فتجد أن زميلك لم يحضر فهو مصاب بنزلة برد ويعود بعد أيام فلا يجدك أنت في العمل. تلقيان بعد فترة فتكتشفان أنكما كنتما ضحية البرد والإنفلونزا وتغير الطقس. وعلى مستوى العالم ملايين أيام العمل تضيع بسبب البرد كل سنه وملايين الأموال تصرف لذلك ودول العالم تصرف الملايين بل المليارات على أدوية تزلات البروالإنفلونزا وشراب السعال إضافة إلى المسكنات والفيتامينات. وتتضاعف الكمية إذا كان المريض تبع شركة تأمين ويراجع مستشفى خاص. فسوف تكون الفاتورة العلاجية كبيرة جدا. والعجيب أن البرد اللعين والذي لا يخجل أن يزورك أكثر من مرة حتى ولو كنت في (برج مشيد) ويمكن أن يضرب البرد ضربته مرة أو مرتين وربما ثلاثاً في العام الواحد وبدون أن تجد وسيلة فعالة ومجدية ومحصنة ضده. والبرد كما يشير أهل الاختصاص يهاجم الجسم بفيروس وهو عادة ينتشر في الهواء الذي نتنفسه ويمكن أن تصيبنا العدوى بالاختلاط مع مصاب آخر بالبرد ويغزو الفيروس الجسد حين نتنشقه أو نلمس جسداً ملوثاً.. وعلى عكس الاعتقاد الشائع فإننا لا نصاب بالبرد نتيجة ضعف المناعة في أجسادنا فمناعتنا الجسدية يمكن أن تخف من الإصابة ولكنها ليست العامل الحاسم في الإصابة بالعدوى.. وكل برد وجميعنا بخير.