(لم يفُت الأوانُ لتبدأ من جديد)؛ جملةٌ تحمِلُ لكَ نسائمَ الأمل، وتعبُر بكَ محطاتِ اليأس, وأجزِمُ أنَّ أخطرَ ما يشلُّ الإرادةَ ويُضعِفُ الأرواحَ هو الإقرارُ بالعجْز قبل انتهاءِ الرحلة!
انظُر إلى حالِ العظماء؛ هل تراهم أقرُّوا بالعجز في لحظةٍ من لحظاتِ حياتهم؟!
لو فعلوا لما أصبَحوا عظماءَ، ولما حفَروا أسماءَهم في سجِلِّ الزَّمَنِ!
الأمرُ يعودُ إليكَ ياصديقي؛ إذا ما كنتَ تريد أنْ تقضيَ بقيةَ عُمرك في صحةٍ أفضل، ووظيفةٍ أفضل، وحياةٍ زوجيةٍ أهنأ، وصداقةٍ أفضل، ووضْع ماديٍّ أقوى، وعلاقاتٍ أوثقَ!
وكم يعجبُني ويحفزُني المثَلُ الإسكتلنديُّ القائل: «كُنْ سعيدًا ما دُمْتَ حيًّا!»
لا تَرهَنْ حياتَك على واقع تستطيعُ تغييرَه!
ولا علاقةٍ تستطيعُ تحسينَها... أو حتى إنهاؤها!
أو على وظيفةٍ تنالُ مِن صحتك!
تذكَّر أنك لم تُخلَق في هذه الحياة لتكون بطلًا في مسرحية وجَعٍ، أو قِصَّة أسىً، أو رواية ألمٍ، فلا ترضَ بواقعٍ تستطيع تغييرَه! فما مِن عظيم إلا وراجَعَ نفسَه، وأعاد ترتيبَ أوراقِه، وهذَّبَ أفكارَه، وتأمَّلَ في معتقداتِه..
وإنْ كنتَ أخذتَ زمنًا طويلًا، وبدأتَ قديمًا في رحلة الحياةِ؛ فلا يزال هناك بريقٌ يسطعُ، ونجمٌ يلمعُ، وأملٌ يهتِفُ! والخوفُ في هذه الحياةِ لا يكمُن في كون حياتِك ستنتهي، ولكنَّ الخوفَ الكبيرَ أنْ لا تبدأ مُطلَقًا في حياتِكَ، وأنْ تظلَّ قابعًا في تلك الدهاليزِ المظلِمة، والزوايا الكئيبةِ!
مِن المؤلم أنْ تنقضي حياتك ولا تزال (السمفونية) العذبةُ حبيسةً في روحِك, ولا تزال تلك (الرواية) الخالدة راقدةً في عقلِكَ, ولا يزال ذلك (المُنجِز) أسيرًا في داخلِك! تذكَّر يا صديقي: «فقط الموتى هم الذين لا يتغيَّرون»!
فتِّش في صندوقٍ مواهبِكَ عن موهبةٍ تتفردُ بها، ويمكنك أنْ تصبحَ بها شخصًا عظيمًا, لن يضمنَ لك أحدٌ أنْ تكونَ بطلًا أولمبيًّا إنْ لم تبدأ مُبكِّرًا وفي عُمْرٍ صغيرٍ، ولكنَّ الفرصةَ متاحةٌ لأنْ تكونَ زوجًا جيدًا، وموظفًا مبدِعًا، وصديقًا رائعًا، وكاتبا متميزًا، وشخصًا سعيدًا!