فهد بن جليد
أمر صحي أن يكشف حساب المواطن بشفافية بأنَّ هناك 10 آلاف مواطن اعترضوا على نتيجة ظهور نتائج المؤهلين والاستحقاق - وهو عدد غير نهائي - لأنَّ باب الاعتراض مُستمر لـ 3 أشهر بعد صدور نتيجة الأهلية, نحن بحاجة لمزيد من هذه الشفافية والإيضاح, لهذا النوع من الدعم والاستحقاق الجديد على ثقافتنا, وهو ما يستدعي من الحساب حملات توعوية للمُستفيدين, والاقتراب أكثر من الجمهور بتبسيط الإجراءات, وتوضيح قواعد التأهيل, والاشتراطات وطرق الحساب, وتقبل رجع الصدى على هذه الثقافة, كما هو معمول به اليوم.
الناس مازالت بحاجة لمزيد من التوعية والإيضاح, ولا أدل على ذلك من الاتصالات التي يستقبلها حساب المواطن - تقدر بنحو 53 ألف اتصال يومياً - فمن المؤكد أنَّ هناك أسئلة مُتشابهة ومُتكرِّرة لبعض الحالات يمكن أن تكون إجابتها جماعية, تخفف من هذا الضغط وغيره مُستقبلاً, الحساب يحتاج إلى منصة إعلامية تفاعلية دائمة واسعة الانتشار لكل شرائح المُجتمع وأعمارهم - بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي - يُجيب فيها المسؤول على أسئلة الجمهور مباشرة كل ليلة عبر التلفزيون أو الإذاعة, هذا الموضوع يستحق أن يُخصص له برنامج, وتشترى له مساحة إعلامية, تكون بمثابة ديوانية حساب المواطن, يديرها الحساب نفسه, يُسمع فيها صوته ويسمع غيره, وتكون مرجعاً للمُهتمين.
يكفينا اليوم العملية التصحيحية والمُراجعة الشاملة التي يقوم بها أفراد المُجتمع لمداخيلهم المالية - حتى يكونوا مؤهلين - بالبعد عن تلك المُجاملات السابقة, لناحية افتتاح السجلات التجارية والتستر في المحلات والتأشيرات بسبب دخل تلك الأنشطة المُرتفع, والسعودة الوهمية في بعض الشركات والمؤسسات بمقابل وعائد شهري مقطوع, إلى غير ذلك من المُمَّارسات الخاطئة التي نشأت مع العشوائية التي مرَّ بها سوق العمل والتجارة في مراحل سابقة, و لم تعد مُتماشية مع الظروف الحياتية الجديدة, فالمواطن قد يحُرِّم من دعم الحساب كونه غير مؤهل (لناحية الدخل) نتيجة مثل هذه الأعمال الوهمية غير المُستمرة والدائمة, مما يتطلب توقفه الفوري عن المُجاملة على حساب وطنه ومستقبله وأبنائه ونفسه قبل كل شيء, وتصحيح وضعه بالتخلص من مثل هذه الأعمال الوهمية, عندها سنجد أنَّ صورة سوق العمل والأعمال تتحسن بشكل تدريجي وعام, لأنَّ هناك سلسلة خطوات ترتبط ببعضها البعض, نتيجة للتخطيط السليم والتصحيح المُستمر, وهو ما يعني نجاح المجتمع وتفوقه على نفسه بالتخلص من مثل تلك السلبيات.
هذا - برأيي - لن يتم إلا بتبسيط اللغة أكثر, وفتح ديوانية حساب المواطن إعلامياً, لتكون محطة نقاشات علنية بصوت مسموع, حتى نفهم جميعاً ما يجري حولنا بوضوح.
وعلى دروب الخير نلتقي.