محمد آل الشيخ
الفلسطينيون المتأسلمون، وبالتحديد حركتا حماس والجهاد الإسلامي، لا يخفون اصطفافهم مع ملالي الفرس ونظامهم الكهنوتي؛ قال ذلك كبار أساطينهم على رؤوس الأشهاد، بل إن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، سبق وأن طلب من الإمارات أن تتنازل عن جزرها المحتلة من قبل إيران (كرمال) الفلسطينيين، وتحالفهم مع الفرس، وهذه وقاحة ما مثلها وقاحة يغلفها الحمق السياسي، تشير إلى غباء قيادات حماس المفرط، الأمر الذي جعل عقلاء الخليجيين، ممن لم يتلوثوا بشعارات وجعجعات القومجيين والمتأسلمين الجوفاء، يتوقفون متسائلين: إذا كانت قيادات حماس، يتحالفون مع عدو الخليجيين (الأول)، فهل من الحصافة والحكمة أن نقف معهم ضد عدوهم (الأول) إسرائيل؟ .. مشكلة كثير من الفلسطينيين، وخاصة المتأسلمين منهم، أنهم ينتظرون منا نحن الخليجيين، أن نقف معهم ضد إسرائيل، ولا ينتظرون منا أن نطالبهم أن يقفوا معنا ضد دولة الملالي، الطامعة في أراضينا، والتي هي وراء كل المؤامرات الإرهابية التي تثير القلاقل والاضطرابات والفتن في منطقتنا الخليجية.
مشكلتنا مع ملالي الفرس، وليس مع الإيرانيين، هي مشكلة وجودية، فإما بقاؤنا أو بقاؤهم، ومشكلة الفلسطينيين هي أيضا مشكلة وجودية، فإما بقاء اسرائيل أو بقاء الفلسطينيين. ولا أعتقد أن عاقلا سوياً سيُضحي بنفسه، ووطنه، ومصالحه، في سبيل وجود ومصالح جيرانه؛ هذا ما يجب ليس على متأسلمي فلسطين فحسب، وإنما على كثير من عرب الشمال فهمه فهما موضوعيا وعقلانيا، وستظل مشكلة فلسطين قائمة ما لم يكونوا عقلانيين وليسوا عاطفيين في تعاملهم مع الآخرين.
ودعوني أقولها مباشرة ودون مجاملة، إن أولئك المتأسلمين من الفلسطينيين، يوظفون قضيتهم كبقرة حلوب للتكسب المادي، وإلا فهل هم (جميعاً) من الغباء والسذاجة، إلى درجة أن يقتنعوا بأن ملالي الفرس، أعداء العرب التاريخيين، سيقفون معهم ويحررون أرضهم، لولا أنهم يتخذون من قضيتهم جسر عبور إلى الجسد العربي، لتنفيذ مآربهم التوسعية، والنفوذ إلى النسيج العربي لدول جوار إيران، ومن ثم الوصول إلى الحرمين الشريفين، والسيطرة عليها، و(تشييعها) كما جاء في (وصية) كاهنهم الهالك الخميني؟.. ولا أخفيكم في هذا السياق، أن دعوات خليجية داخلية، بدأت تتسع وتنتشر وتتجذر، تدعو إلى الانصراف إلى قضايانا المصيرية، وأولها مواجهة ملالي الفرس، إذا كان الفلسطينيون يُصرون على مناصرة إيران وتنفيذ أجندتها التوسعية على حسابنا، حتى وإن استدعى ذلك الاصطفاف مع إسرائيل، التي كانت عدونا الأول؛ هذه الدعوة الضدية المتطرفة، تلقى آذانا صاغية، خاصة لدى قطاعات من الشباب الخليجيين، وسببها الأول مواقف هؤلاء الفلسطينيين، وتحالفهم مع ملالي الفرس ضد أمننا واستقرارنا، ناهيك عن تحميلنا كل ما يعانون من تمزق وضعف، وعقلاء الفلسطينيين، وخاصة المنتمين إلى (حركة فتح)، يعلمون علم اليقين، ماذا سيصيب قضيتهم من الضعف والوهن، إذا تخلى الخليجيون عنهم وعن مناصرة قضيتهم.
أعرف أن أصحاب الشعارات الجوفاء التي ما قتلت ذبابة قط، سيشنون علي أقسى وأشرس الحملات، وسيصفونني - كما هي عادتهم - بالخيانة، والتصهين، غير أن كل ذلك لن يثنيني أبداً عن قول الحقيقة، ولو كان كثير من الفلسطينيين والعرب أيضا، لا يريدون سماعها، فمواجهة الحقيقة هي دائما من أصعب الصعاب في هذه الحياة.
أقولها، وأكررها، وبمنتهى الوضوح، إذا كان الفلسطينيون لا يناصرون قضايانا، وأولها قضية خطر ملالي الفرس علينا، فلا ينتظرون منا (إطلاقا) أن نناصرهم وأن نقف معهم.
إلى اللقاء