الجزيرة - طهران - واشنطن - وكالات:
شهد وسط طهران مساء أمس الاثنين تظاهرة جديدة بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية وذلك غداة مقتل عشرة أشخاص في أسوأ أعمال عنف تشهدها إيران منذ بدء الاحتجاجات الخميس ضد الحكومة والظروف المعيشية الصعبة, وهو ما يشير إلى أن ما يجري قد عكس حجم تذمر الشعب الإيراني ضد النظام الإيراني الإرهابي الذي أنفق المليارات من الدولارات لتكديس الأسلحة وصناعة الصواريخ البالستية لتهديد دول الجوار وجوع شعبه.
وقد تحولت المظاهرات الجارية على الأرض إلى انتفاضة شعبية عارمة وثورة للجياع الذين سئموا من العيش تحت القهر والفقر والذل والهوان، وعكست في مضمونها وأماكن انطلاقها رسالة واضحة بأن الشعب بدأ ينتفض ضد النظام, وقد نقل موقع إلكتروني تابع للتلفزيون الرسمي مساء أمس مقتل شرطي وإصابة ثلاثة في مدينة نجف اباد بوسط البلاد. وقال المصدر إن أحد مثيري الشغب استغل الوضع وأطلق النار من سلاح صيد على قوات الأمن ما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين. وجاء ذلك رغم تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني صباح أمس الاثنين أن الشعب (سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون). ومنذ بدء التظاهرات الخميس قُتل 13 شخصا من بينهم عشرة متظاهرين وأوقف مئات, وبحسب مصادر إعلامية فقد حجبت السلطات الإيرانية بعضاً من مواقع التواصل الاجتماعي، كما قامت بإخفاء الأرقام الحقيقية والأدلة والصور تجنباً لردود الأفعال.
من جهته اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الاثنين أن (زمن التغيير) حان في إيران بعدما أكد في وقت سابق أن (الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد). ويأتي تصريح ترامب كرسالة واضحة تؤكد بأن لجوء النظام الإيراني لسياسية الهروب من الواقع عبر تصدير ثورته لم تعد نافعة أمام هذه الانتفاضة التي رددت هتافات تطالب بالخروج من سوريا وشعارات تنادي بالموت لخامنئي والموت لروحاني وحتى الموت لحزب الله هي بداية الانقلاب على النظام الإيراني. كما يلمح تصريح ترامب إلى أن الإيرانيين لم يعودوا يتأثروا بنظرية المؤامرة، التي تستهدف تغييبهم عن ظروف حياتهم، مثلما لم يعودوا يثقوا بالآراء الدينية التي تحاول عبرها المرجعيات حكمهم والتسلط عليهم.
وأمس أكدت وزارة الاستخبارات في بيان نقلته وكالة ايسنا أنه تم تحديد هويات عناصر كانوا يثيرون الاضطرابات وتم اعتقال عدد منهم. بدورها أعلنت الشرطة اعتقال أربعة أشخاص أهانوا العلم الإيراني عبر إحراقه وفق ما نقل موقع إلكتروني تابع للتلفزيون الرسمي, ما يشير إلى وجود غضب شعبي من ممارسات النظام تمثل بالمظاهرات إضافة إلى حرق صور لرموز إيرانية مثل الخميني وخامنئي وبعض المرجعيات الدينية داخل إيران وفي مدينة مشهد وقم تحديداً يدل على أن الصبر قد بلغ منتهاه.
جدير بالذكر أن إيران ضمن الأعلى فساداً في العالم وديونها تعادل 35 % من الناتج المحلي وموقعها في سلم مكافحة الفساد في المرتبة 131 من بين 176 دولة يرصدها مؤشر الشفافية العالمية.