فهد بن جليد
تحاول بعض وسائل الإعلام الخبيثة كقناة الجزيرة وأعوانها نشر تقارير وتعليقات إخبارية خاطئة ومُضللة, لبث التخوف والقلق في حياة السعوديين والإماراتيين وشعوب الدول التي فرضت ضريبة القيمة المُضافة مُنذ يوم أمس كثقافة جديدة علينا تدعم ميزانيات الدول، وتضمن تطور الخدمات وتجويدها ورفع مستواها، وهي محاولة مكشوفة ومفضوحة من هذه القنوات المُغرضة لاستغلال هذا الخيار الاقتصادي والأسلوب العلمي والحسابي، الذي يأتي من أجل صنع المُستقبل، والدلوف إليه بكل شجاعة، وأنت في وقت القوة والغنى كإحدى دول الـ G20، مع توفر النفط وقدرة الدولة والشعب على تحمل المرارة الأولية لتبعات هذه الخطوات العلاجية، لحين يشعر الجميع بشكل تدريجي بالفائدة ويتكيف معها، بدلاً من مواجهة مُظلمة مُفاجئة، وتحديات مُخيفة في وقت مُحرج، وهذا كله من أجل استقرار بلادنا، وضمان الحياة الكريمة لأجيالنا المُقبلة.
في المجتمع السعودي تعتبر هذه الضريبة نقطة تحول في حياتنا الاقتصادية وحتى المعيشية بشكل عام، ومن المنتظر أن تنعكس إيجاباً على حياتنا الاجتماعية، صحيح لم نتعود على مثل هذا الأمر سابقاً، وسنعتقد في البداية أنَّ هناك عبئاً إضافياً تم وضعه على كواهلنا كمُستهلكين، وقد يبدو هذا من الناحية النظرية والأولية مفهوماً، فكل نظام جديد يصعب التكيف معه مُنذ البداية، فنحن قبل شروق شمس يوم أمس كنَّا نتبضع ونتسوق في المولات والمحلات التجارية بحرية تامة، عيننا على رقم واحد فقط هو (سعر المُنتج), نشتري ما نحتاجه وما لا نحتاجه، قليلون منا هم من يتسوقون بالورقة والقلم والآلة الحاسبة، ولكن اليوم وغداً ستصبح الأمور مُختلفة، عندما نعلم بأنَّ هناك ضريبة قيمة مُضافة, ستجعلنا نُمايز بين احتياجاتنا الضرورية وغير الضرورية، ونختار بعناية ما نحتاجه بالفعل, وهذه الثقافة بحد ذاتها مكسب للمُستهلك السعودي, لنشعر بأهمية وقيمة نقودنا بالفعل وضرورة صرفها في المكان الصحيح والاحتياج الصحيح، وهو ما يعني تغيراً تدريجياً في سلوكنا المعيشي والاستهلاكي من المشروبات الغازية في البقالة إلى قيمة استهلاك فواتير الكهرباء والهاتف والماء.
الناس في أمريكا والدول المُتحضرة سعداء بدفع الضرائب ويتسابقون على ذلك، لأنَّهم يعلمون ويشعرون بفائدتها على الفرد في تحسين حياته المعيشية والبيئية والبلدية والأمنية والصحية والتعليمية، وفرص التطور والتقدم لبلدانهم، بينما تتخوف شعوب البلدان النامية من هذه الخطوة الجديدة وأشكالها المُختلفة - الأمر الذي تحاول قناة الجزيرة وغيرها استغلاله - كونهم يجهلون فائدتها في دعم اقتصادات وميزانيات ودخل حكوماتهم خصوصاً عندما يتم القضاء على الفساد، وتكون هناك شفافية في معرفة أين ذهبت أموال الضرائب.
مرحباً بالباب الأول في الضرائب (القيمة المُضافة)، التي ستصنع مواطناً سعودياً جديداً، يزداد حباً لوطنه وقيادته، وتطلعاً لصنع المُستقبل بكل ذكاء وقوة وتحضر، ومُتمسكاً بالرؤية الوطنية الطموحة لصنع الفارق، والتي تحوَّلت إلى ما يشبه الدستور ونظام العمل الجاد، بعيداً عن مُزايدات المُفلسين وسمومهم، حيث لا عزاء للمُرجفين.
وعلى دروب الخير نلتقي.