يسعى كتاب منازل النص الأدبي تأليف د. إيهاب النجدي إلى التحرر من السؤال القديم: أي النصين أفضل.. النص الشعري أم النثري.
ويقول المؤلف: يبدو للمتأمل في الجدل المتجدد حول الأشكال الأدبية، أن لهذا الجدل جذوراً متطاولة في الزمن وألوانا متعددة في فضاء الأدب الحديث وتستأثر قصيدة النثر بالنصيب الأوفر منه، ولعله أثر من آثار بعض قضايا التراث النقدي القديم، ذلك التراث المختزن في قاع الذاكرة الأدبية، يختفي حينا ويبين حينا آخر لكنه في كل الأحوال يدفع إلى السطح مسائل نقدية تبدو مغايرة لنشأتها الأولى، تلبس مسوح الجديد وما هي من الجديد.
ويقول التوحيدي: فضيلة الشعر أنه يكون أصفى، وفضيلة النثر أنه يكون أشفى، وفضيلة المركز منها أنه يكون أوفى على أن هذا المركب من الشعر والنثر إن خلص من التكلف والتعسف كان بليغا مقبولاً رائعاً حلواً، تحتضنه الصدور، وتختلسه الآذان وتنتهبه المجالس، ويتنافس فيه المنافس بعد المنافس، والتفاضل الواقع بين البلغاء في النظم والنثر، إنما هو في هذا المركب الذي يسمى تأليفاً ورصفاً.