طهران - عواصم - وكالات:
تواصلت التظاهرات الاحتجاجية الإيرانية في يومها السادس أمس الثلاثاء منددة بسياسة الحكومة وفكرة ولاية الفقيه الفاشلة والتدخلات في شؤون الدول الأخرى وقتل المواطنين والاعتقالات العشوائية وإنفاق لدعم التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله وغيرها.
وهاجم متظاهرون أمس مراكز شرطة وأشعلوا النيران بها في بعض مدن إيران التي استمرت فيها الاحتجاجات عبر شعارات مناهضة للحكومة. ففي مدينة كرمانشاه أشعل المتظاهرون النار في نقطة لشرطة المرور بينما حدثت صدامات في بلدة قاهدريجان في وسط إيران بين قوات الأمن ومتظاهرين كانوا يحاولون احتلال مركز شرطة، حيث أشعلت النيران في جزء منه وأعلن عن مقتل ضابط شرطة في مدينة نجف أباد وسط إيران.
وقتل تسعة أشخاص ليل الاثنين الثلاثاء في وسط إيران، حيث حاول متظاهرون مهاجمة مركز شرطة بحسب الاعلام الرسمي. وبذلك، ترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 21 قتيلا بينهم 16 متظاهراً منذ أن انطلقت التظاهرات الخميس في مشهد (شمال شرق) ثاني مدن إيران قبل أن تنتشر سريعا وتمتد إلى جميع أنحاء البلاد. وتركزت الاحتجاجات بصورة رئيسية في المدن الصغيرة والمتوسطة إلا أنه تم توقيف 450 شخصا في طهران منذ السبت، وفق السلطات التي نشرت قوات أمنية إضافية للتصدي للحركة الاحتجاجية التي لا يبدو أنها تتبع تنظيما معينا أو تقودها جهة معينة. وتشير التظاهرات المتواصلة والتي أخذت تتوسع بمهاجمة المتظاهرين لمراكز شرطة وبالتعرض لرموز دينية إلى ما يحمله غضب الشعب الإيراني كل التيارات المحافظين والمعتدلين إضافة إلى المرجعيات الدينية في مؤشر ربما يؤدي لسقوط النظام, إذ تركزت مطالب المتظاهرين أمس بالمطالبة بإسقاط نظام القيادة الدينية ونظام ولاية الفقيه بما في ذلك ولاية المرشد الأعلى علي خامنئي, غير أن وزارة الاستخبارات الإيرانية هددت بالمقابل باستخدام القوة الصارمة لمواجهة ما تصفهم بمثيري الشغب, إلا أنه لن يكون بإمكان نظام الملالي الهروب إلى مالا نهاية من كلفة هذا الغضب الشعبي، في إشارة إلى أن الملفات العالقة ستبقى موجودة حتى لو توقفت المظاهرات، وأبرزها وجود مئات آلاف المعتقلين، والتدخل العسكري في دول عربية، وتفشي الفساد في كل الدولة الإيرانية، وجود مظالم لقوميات وأعراق وأديان ومذاهب. وأمام استفحال التظاهرات الإيرانية التي امتدت في يومها السادس لأكثر من 10 مدن يحاول النظام الايراني جاهداً تصوير المظاهرات بكونها تعبيراً عن الوضع الاقتصادي وحسب وهذا تضليل كبير، إذ إن هناك شعوب كثيرة لديها مصاعب اقتصادية، لكنها لا تنتفض بوضع السلطة، ومايتعلق بالنموذج الإيراني يرتبط بمظالم عميقة داخل المجتمع الإيراني، واضطهاد لكل المكونات، وبسبب تورط إيران في حروب في كل مكان بالعالم, بل وصف خامنئي ما يحدث في بلاده بأنه بسبب تدخلات خارجية تدعم بحسب زعمه هذه التظاهرات, في إشارة كذلك إلى احتمالات أن يلجأ نظام الملالي إلى سيناريوهات بديلة لتنفيس الضغط الداخلي عبر إعادة تصدير الأزمة خارجيا.. فقد اتهم النظام الإيراني أمس المملكة بدعم هذه التظاهرات إلا أنه اتهام جائر لا يمت للحقيقة بصلة، إذ إن المملكة العربية السعودية تجدد التأكيد مراراً بأنا لا تتدخل في شؤون الآخرين، وهو ما رفضته السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة نيكي هايلي أمس وأكدت أنه هذه الاحتجاجات عفوية ولم يقف خلفها أي كان في الخارج. وهو ما يؤكد مجدداً بأن هذه الاحتجاجات تعبير عن مظالم داخلية متراكمة منذ عام 1979.
بدوره أعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن أسفه لسقوط قتلى في التظاهرات بإيران، وطالب باحترام حقوق الشعب الإيراني في التجمع سلميا والتعبير عن رأيه بحسب ما أعلن متحدث باسمه أمس الثلاثاء.
كما دعا الاتحاد الأوروبي النظام الإيراني إلى ضمان حق مواطنيه في تنظيم المظاهرات احتجاجا على فساد النظام الإيراني حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن متحدث باسم الاتحاد الأوروبي أمس.