د.عبدالعزيز الجار الله
العالم يتحرك على صفيح ساخن وتتبادل الأمم الأدوار، والعالم يتحرك جغرافيا وجيولوجيا وكأن البشر والحجر أيضًا يتبادلون الأدوار، والدوائر تدور بانتظام وتتعاقب، مهما يكون من أمر فإن مظاهرات طهران أو ثورة الجياع والتحرر في إيران أو الانتفاضة على عباءة الملالي هي العنوان الحاضر في إطلالة السنة الجديدة 2018، بالنهاية هي دورة طبوغرافية تنتقل بين هضاب القارات، كانت الحروب في الدرع الإفريقي الهضبة الإفريقية في شرقي إفريقيا في الستينات والسبعينات الميلادية من القرن الماضي، ثم انتقلت للهضبة العربية الدرع العربي وغرب آسيا وكان آخرها الربيع العربي عام 2010م، اليوم في الزمن الألفي الثالث انتقلت الانتفاضة وثورة الشعب الإيراني على نظام الملالي الذي حكم إيران حوالي (40) سنة انتقل إلى بلاد الجبال وأصبحت الهضبة الإيرانية تهتز من وقع حركة الشارع التي قد تزداد للإطاحة بحكومة العمائم أو يتم إخمادها كما تم مع سابقها من ثورات، فلا أحد يعلم مدى استمرارها إلا الله وحده.
حينما كانت الحرائق تشتعل بالأرض العربية بسبب الربيع العربي الحارق الذي يبحث عن الديمقراطية التي لا تمر إلا من بوابة الحروب الأهلية، كانت إيران ترقص فرحا وتدعي أنها هي عراب حروب العرب في الألفية الثالثة، وتدعي أيضًا أنها تحتل (4) من عواصم عرب الشرق وحتى تسميها بالاسم بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، والغرب يدعي أنه هو صانع (فوضى خلاقة العرب) وهو المسؤول عن العبث في أطالس وخرائط العرب منذ سايكس بيكو 1916م واليوم يشهد شرقي العرب سايكس بيكو الجديدة. فالنار التي ادعت إيران أنها أشعلتها نراها تأكل أطراف أصابعهم الطويلة وتحرق بيتها، وتحرق المدن الإيرانية كما كانت دمشق وصنعاء وطرابلس تحترق.
أوروبا وروسيا تخشى من دواعش غرب آسيا من الانتقال القصري أو الطوعي إلى أراضيها بسبب طردهم من بلاد العرب، فالغرب يدفع ثمن غاليا في قيام داعش والتقائها بالجماعات الإرهابية في سوريا والعراق ومع هزيمة داعش في العراق وسورية ستكون وجهتهم لآسيا الوسطى وهي الحدود الجنوبية والشرقية لروسيا التي تعد أكبر دولة حدودية التي يطلق عليها الدولة التي حدودها العالم.
إذن إيران مرشحة أن تكون محطة قادمة للحروب، وحركات الانفصال التي تهدد العاصمة طهران لأنها انتزعت أراضي وشعوبًا من دول جوارها.