عثمان أبوبكر مالي
فرط المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، الذي شارك في بطولة (خليجي 23) بالكويت، في إمكانية الذهاب بعيدًا في البطولة، وخرج مبكرًا بعد خسارة لقائه الثالث أمام منتخب عمان، وهو الذي زرع آمالاً واسعة في إمكانية تأهله إلى المرحلة الثانية من البطولة (على الأقل) بعد أول جولتين، بحصوله على أربع نقاط من فوزه على منتخب الأرض والجمهور (منتخب الكويت)، وتعادله مع الأبيض الإماراتي، أحد أقوى المنتخبات في المنطقة (حاليًا)، وأكثرها استقرارًا. ورغم الخروج المبكر إلا أن الأخضر (المجمع) نجح في تحقيق أهم الأهداف التي كانت وراء المشاركة.
تعتبر المشاركة (تاريخية) قياسًا بالأسماء والمجموعة (المنتقاة) التي ضمت لاعبين من (مواليد المملكة) لأول مرة في تاريخ المنتخبات السعودية، يرتدون القميص الأخضر، ويشاركون في بطولة إقليمية، وكانت التجربة (مبشرة) جدًّا رغم الظروف التي أحاطت بالمشاركة وباللاعبين أنفسهم، لعل أصعبها أن مباراة منتخب الكويت التي شهدتها (افتتاحية) البطولة كانت المباراة الأولى للاعب سالم علي، وهو (أول لاعب) من المواليد يمثل منتخبًا سعوديًّا في بطولة (رسمية)، وظهر بشكل جيد، خاصة في المباراة الثانية أمام الإمارات، قبل أن يلحق به زميلاه (علي النمر وجابر عيسى) في المباراتين الثانية والثالثة. وأتوقع أن الوقت والمنافسة لم يسمحا للمدير الفني للمنتخب السيد كرونوسلاف يورتنيتش بتقديم أسماء أخرى من (المواليد) الذين ضمتهم القائمة، وجميعهم مواهب واعدة جدًّا، على حسب مرئيات بعض أعضاء اللجنة الخاصة باختباراتهم.
لم يكن ذلك (كل شيء) في البطولة؛ فقد ظهرت أسماء معروفة (في الدوري السعودي) بشكل مختلف، بعد أن قدمت عطاءات جيدة، ولفتت الأنظار إليها بقوة، أداءً ومستوى، مثل نوح الموسى وعبدالرحمن العبيد ومحمد خبراني ومحمد كنو وسلطان الغنام، وأيضًا الحارس المخضرم عساف الدوسري.
أعود إلى مشاركة المواليد (رسميًّا) بالقميص الأخضر، وهو مشروع تأخرت الكرة السعودية كثيرًا في الاستفادة منه طوال السنوات الماضية، وتحتاج التجربة لتستمر ناجحة بالقوة التي بدأت بها إلى أن يأتي الأخذ بها بتدرج مختلف، يهيئ اللاعبين بشكل أفضل من خلال أندية يلعبون لها، يتم اختيارها لهم، وفقًا لحاجة تلك الأندية، وتوافر فرص الظهور والعطاء للاعبين فيها، واشتراكهم في مباريات تصقل مواهبهم، وتجهزهم بشكل فني ومدروس، يثري الأندية نفسها، ويفيد (لاحقًا) المنتخبات الوطنية، ويجعل التجربة (رائدة) وناجحة بكل المقاييس.
كلام مشفر
« أرجو أن تُبقي هيئة الرياضة أمر اللاعبين المواليد الذين اختارتهم اللجنة الخاصة بيدها، وأن يكون لها القرار في تحديد واختيار الفريق الذي يلعب له كل لاعب، وفقًا لإمكانياته واحتياجات الفريق؛ حتى لا يتحول (المشروع) إلى مجرد اختيار أو تكديس.
« أقترح على هيئة الرياضة (التوقيع) مع اللاعبين المواليد المنتقين (احترافيًّا)؛ وبالتالي امتلاك (عقودهم)، ومن ثم تقديمهم (محترفين) بواقع لاعب أو أكثر لكل فريق، حسب رؤية فنية، مع تحمُّل رواتبهم.
« من شأن ذلك أن يتيح لها متابعة (لاعبيها)، وأيضًا نقلهم من فريق لآخر ـ وفق الفرص ـ وأيضًا يسهل عليها نقلهم للاحتراف (خارجيًّا) دون رفض أو امتعاض من هذا النادي أو ذاك؛ لما فيه مصلحة المنتخب الوطني.
« كتبت في مقالي هنا يوم 20 ديسمبر مقالاً تحت عنوان (أعيدوا لنا «بهارات» الدوري السعودي)، وكان حديثًا بالأرقام عن التراجع الخطير في عدد حضور مباريات الدوري هذا العام عن العام السابق، مطالبًا بأن يكون هناك بحث عن الأسباب وأخذ الحلول.
« والحمد لله بدأ ذلك عمليًّا بصدور قرار معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة بتخفيض قيمة تذاكر دخول المباريات (الدرجة الموحدة) إلى عشرين ريالاً (الحد الأعلى) مع تقديم عدد من السيارات للسحب عليها خلال بعض المباريات؛ وذلك لتحفيز الجمهور على الحضور.. شكرًا معالي المستشار.
« تغير الكثير في الرياضة السعودية خلال أربعة أشهر بعد تغيُّر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية. أصبح عام 2017م هو (عام القرارات) من خلال أربعة أشهر فقط، أخذ فيها ما لم يؤخذ من قبل في سنوات. المؤمل والمنتظر أكثر وأكثر.
« هناك أجهزة بحاجة إلى تحريك؛ لتواكب التغيير والعمل والقرارات والخطوات المتسارعة. وبعد أن مرت فترة (صنع الاستقرار) ننتظر الفترة الأقوى من القرارات مع بعض تلك الأجهزة التي تحتاج إلى نظرة والتفاتة، منها - على سبيل المثال - مكاتب الهيئة العامة للرياضة في بعض المناطق والمدن الرئيسة، وأغلبها أصبحت مترهلة، وفي غاية التخلف.. أعرف أن الدور سيصلها عاجلاً غير آجل.