«الجزيرة» - طهران - عواصم - وكالات:
فشل النظام الإيراني في وقف الاحتجاجات الشعبية العارمة والمظاهرات في جميع أنحاء ايران التي دخلت أسبوعها الأول، وحاول زاعماً عبر إعلامه(IRINN) في بث دعايات تزعم انتهاء التظاهرات أوما أسماها (الفتنة). ففي اليوم السادس واصل المتظاهرون المطالبة بإسقاط نظام الملالي حاملين لافتات ومرددين هتافات مناوئة للمرشد وممزقين صوره، ما يؤكد رفض الشعب الإيراني لسياسات نظام الملالي التي كرست كل جهودها في دعم الارهاب والمليشيات الطائفية في بعض الدول العربية. فقد انقلب السحر على الساحر حين قام المتظاهرون بحرق مقرات نظام ولاية الفقيه مرددين بأن أموال الدولة نهبت للانغماس في دماء السوريين وأشلاء اليمنيين وإهانة كرامة العراقيين واللبنانيين. ووجد النظام نفسه عاجزاً عن مواجهة التظاهرات ضده واتساع رقعتها مع تزايد أعداد القتلى التي عمد النظام إلى اتخاذ خطوات للتعتيم الإعلامي عليها إذ اشترط أمس إزالة المحتوى(الإرهابي) لرفع الحظر عن (تلغرام)..وبعد أن انفجرت هذه التظاهرات في كل المدن الإيرانية، خصوصاً في المدن التي كانت تعتبر من معاقل نظام ولاية الفقيه في قم ومشهد في مؤشر واضح على أنه لم يعد لهذا النظام الإرهابي مكان في مستقبل ايران..وخصوصاً عندما وجد النظام نفسه أمام شعارات للمتظاهرين تطالب بـ(لا غزة ولا لبنان أرواحنا فداء إيران) أعلن وزير الاتصالات الايراني مباشرة أمس أن بلاده لن ترفع الحجب الذي فرضته على تطبيق(تلغرام) للرسائل النصية إلا إذا تمت إزالة المحتوى (الإرهابي) منه. وقال محمد جواد آذري جهرمي للتلفزيون الرسمي الايراني إن (أجهزة السلطة ترحب بالنقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي..لكن في المناخ الحالي وتحديداً على (تلغرام) هناك دعاية من أجل العنف والأعمال الإرهابية). وزعم الحرس الثوري الايراني أمس انتهاء ما سماها بالـ(الفتنة) في مناطق عدة من الجمهورية في محاولات منه لإحباط مطالب الشارع الإيراني بل وزج بمسيرات مؤيدة لنظامه في عدة مدن أمس شارك فيها عشرات الآلاف عبروا عن دعمهم للنظام ودانوا (الاضطرابات)إذ أعلن قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري بعد ذلك أنه يستطيع إعلان انتهاء ما أسماها بالـ(لفتنة). وقال في تصريحات نشرها الموقع الالكتروني للحرس الثوري إن عدداً كبيراً من المتظاهرين تم اعتقالهم وستتخذ بحقهم تدابير صارمة)وذلك في إشارة إلى الإجراءات العقابية التي سيرتكبها النظام الايرني عمليات قتل وتعذيب ضد المتظاهرين، إلا أن مسؤولا كبيرا في الادارة الامريكية أكد أمس ان البيت الابيض يعتزم فرض عقوبات جديدة على عناصر في النظام الايراني او مؤيدين له، متورطين في (قمع) التظاهرات الاحتجاجية. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان واشنطن (ستسخدم كافة المصادر الاعلامية التي بتصرفها لتتمكن من جمع معلومات ملموسة عن مصدر القمع ومن يسيء لحقوق الانسان ومن يستخدم العنف ضد متظاهرين لإحالة (هذه المعلومات) الى آليتنا لتحديد العقوبات) مشيراً إلى أن ان التحرك الاحتجاجي الحالي في ايران(شيء مختلف نحن نلحظ امراً مختلفا لم نشهده في ايران منذ الثورة الاسلامية أي خلال الاربعين عاما الماضية).