د. خيرية السقاف
ما الذي يقسرنا أن نعيش بين ركام الهشيم
في حطام الخريف؟!..
في الملامح القاحلة, في الجداول الناضبة..
في مسرى الغبار, وقيعان الدوامات؟!..
ما الذي يقوى على مفاصلنا في الشمس؟!..
وعلى آلامنا في البهجة؟!..
وعلى أزهارنا في الظمأ؟!..
ما الذي يشدنا للمواقد, ويقصينا عن المروج؟!..
ما الذي يزجنا في توابيت موتانا الذين نحب؟!
تأخذنا أرواحهم في معية تحليقها؟!..
ثغاء في المدى كنايٍ يغور في الحزن!!..
الأنفاس تلوب في خيزرانته كما الروح في بوتقتها!!..
انفضَّ الجمعُ والتلاوات تغمرنا, وكل الفناء طيوف....
والآماد إرثٌ, والذي بين الجناحين يهفو..
إلامَ تقسرنا المخيِّلة دون أن تتجسد جلدا يُلمس,
ونَفَساً يعْبُقُ, ولسانا ينطق؟!..
إلى أين ترحل بنا الفجيعة, وقحط الطريق؟!..
إلى متى وينقشع عنا غبار الدموع, وعتمة الماء؟!..
ما الذي ستأتي به رغوة المجاديف, وجداول سنابيك الورق؟!..
والسباحة في الأمل سراب, والوصول للحلم يباب؟!..