يعكس التطور الهائل لمعاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الجامعات السعودية صورة مشرقة لاهتمام المملكة العربية السعودية المتزايد في تعزيزها اللغة العربية تعلما وتعليما. وقد نجحت هذه المعاهد في تحقيق العديد من الأهداف في تعليم اللغة العربية لغة ثانية بما يتناسب مع المناهج والنظريات الحديثة في حقل اللغويات التطبيقية، وأحد مظاهر التطور في تلك المعاهد تخلصها من الطرق التقليدية في تعليم اللغة التي كانت تركز على الاهتمام بالكفاية اللغوية وتحصر تعليم اللغة على القواعد النحوية، وحفظ أكبر قدر من المفردات اللغوية إلى التوسع في تحقيق مفهوم الكفاية ليشمل الكفاية التواصلية والاجتماعية.
ويعد معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن أنموذجا يمثل الدور الرائد للملكة العربية السعودية في خدمة اللغة والثقافة العربية ونشرها في جميع أنحاء العالم. حيث يفتتح المعهد سنويا باب المنح الدراسية المجانية ومدفوعة التكاليف بشكل كامل للمتعلمات القادمات من الخارج، بالإضافة للإعانات المالية التي تساعد في دعم المتعلمات ماديًا في أثناء دراستهن. وللمعهد العديد من البرامج التعليمية والتدريبية المتخصصة منها: برنامج الدورات التعليمية لأغراض عامة، وبرنامج الدبلوم لتعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها لأغراض أكاديمية. وإن واحدة من الأشياء التي تجعل المعهد مركزا فريدا من نوعه هو تميزه بكوادر نسائية وطنية متخصصة وعالية التأهيل في مجال تدريس اللغات الأجنبية واللسانيات الحاسوبية، وذلك في بيئة تعليمية متميزة، مطبقا برامج إثرائية لتبادل الثقافات، وتعزيز الحوار الحضاري بين المتعلمات. كما يسعى المعهد إلى نشر الثقافة الرقمية بين المتعلمات لتطوير أدائهن في استخدام مصادر التعلم والتكنولوجيا والتطبيقات الحاسوبية واستثمارها في تعلم اللغة، وذلك لأهمية التعلم الإلكتروني في تسهيل تعلم اللغة الثانية.
ونظرا لاتساع مجال تعليم اللغات مما نتج عنه كثافة في الطلب على تعلم اللغة بل تجاوز ليشمل الطلب على تأهيل ورفع مستوى معلمي اللغة العربية. فقد خطى المعهد خطوات متقدمة في هذا المجال وعقد العديد من الدورات التدريبية المتخصصة حيث تركز في المقام الأول على رفع الكفاية المهنية لأعضاء الهيئة التعليمية في مجال تعليم اللغة العربية لغة ثانية باستخدام أحدث الإستراتيجيات في تعليم المهارات اللغوية، والتقويم والاختبارات اللغوية، بالإضافة إلى إقامة العديد من ورش العمل، واللقاءات العلمية المتميزة من قبل المتخصصين في اللغويات التطبيقية.
ولا يزال معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن يسير بخطى ثابتة نحو التقدم، وذلك بفضل الجهود الجبارة، والدعم المالي والمعنوي غير المحدود من قبل وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية.
** **
نجلاء بنت إبراهيم الشثري - عضو هيئة التدريس بمعهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها - جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن