لعل السحاب اللي من البعد دوبه واق
على حد الأرض من السما تسبر اعناقه
على ديرةٍ دونه جنوب عنه ينساق
تقفاه وتلملم شتاته وتستاقه
ذعاذيع ريح ماتشيل وتحط رواق
يصحبها شوية عنف وانسامها رقاقه
لو تمر بيت البدو مترامي الاشناق
تهزه شوي شوي ماترمي رواقه
تسوق السحاب بدبرة المانع الرزاق
إله عبيده تطلب رضاه واعتاقه
ولامنّه تساوى فوق دارٍ غلاها فاق
حدود الغلا.. تستأذن الريح لفراقه
يقر ويسر البال والعين والخفاق
ويلج رعده.. ويرفرف البرق بأشناقه
من بعيد برقه يسهر المسني المشتاق
هكالليل يقضي كل ليله على ساقه
كانه يقول ليا انتفض برقه الشعاق
على الهون تكفا ما على قلبي الحاقة
وصلها وباشرها على غيبة الاشفاق
اجلال امطره ما يعطي الوقت لدقاقه
تضيق بسخاه الأودية والفضا ماضاق
بغيمه وهتانه ورعده وبراقه
يمد الجذع بالوصل والغصن والأوراق
بعد ما اشتكى من هجره الغصن وأوراقه
شهر ويتشاوف فيه راعي غنم ونياق
بربله وحوذانه ضحى تشبع الناقة
تكحل بنبت فياضه العطرة الاحداق
من يشوف نبته يشكر الله على ارزاقه
شذا نبت ريضانه ماينباع بالأسواق
ما يجمع شذاها مع بعض غير خلاقه
تجلا بتنويع الزهر قدرة الخلاق
تلاوين نبته تأسر قلوب عشاقه
ربيعه .. وغدرانه متى ما انهمر دفاق
لدارٍ لها كل الأحاسيس تواقة
سلامي عليها من أول الى لاخر الارماق
ولها صادق الأشواق باقة ورا باقة
غلاها وسره دافنه داخل الأعماق
وأكيد الغلا ماجا من الباب للطاقة
** **
- لافي حمود الغيداني