علي عبدالله المفضي
قد لا أستغرب لو رأيت شابا يشن حربا على النقاد وفقهاء اللغة وعمالقة الشعر ويتهمهم بإضاعة الوقت والجهد في ما لا طائل من ورائه، وأن الخليل بن أحمد الفراهيدي لم يكن سوى رجلا لديه الكثير من الفراغ الذي صرفه بوضع بحور الشعر التي عقّدت الموهوبين وأعاقتهم عن الإبداع بوضع بحور أعاقت مسيرة الشعروحرمت الأمم من من إبداعات كان يمكن أن تُمتع الجمهور وتطربه أكثر من امرئ القيس والمتنبي وأحمد شوقي وغازي القصيبي.
لم لا والموازين التي يقاس بها الإبداع هذه الأيام ليس لها أساس إلا كثرة المتابعين الذين يُحكم على العمل بقدر كثافة عددهم،وعلى افتراض أن الأغنية نوع من أنواع الفنون والإبداع كلمة ولحنا وصوتا وأداء يقاس ذوق الأمم من خلالها مع بقية الفنون والآداب بعيدا عن الابتكار والدهشة والإبداع والتناغم والفكرة الجديدة والجديرة بالاهتمام والمتابعة.
إنه زمن بعض عاهات الإعلام الجديد الذين يعنمدون على الخواء والانسلاخ من كل ما يمت إلى الابداع الحقيقي ولو بأوهى صلة إذا لا كلمة جيدة ولامعنى راقيا ولا لحنا محركا ولا أداء مقنعا بما يصدم المتذوق البيسط بملايين المتابعين لأغنية أقل مايُقال عنها أنها بضاعة فاسدة نطالب بعدها بإنشاء جمعية لحماية الذوق العام من الهدم والفكر من التسمم.
وقفة:
للأمير بدر بن عبد المحسن:
عندي معاني الشعر تلمس وتنشاف
إن ما جرحك الشعر ما هو بكافي
وإن ما لمس فالقلب احساس وشغاف
عدك كتبته فوق رمل السوافي