بنى الرعيل الأول من الملوك ومَن كان معهم من الآباء والأجداد مملكتهم كما تبني الصقور أوكارها فاختاروا لها من المقام أرفعه ومن المكان أروعه استعانوا على ذلك بسواعد أبنائهم واعتمدوا في ذلك على خيرات أرضهم بعد إن تعاهدوا على وحدانية معتقدها وأسلمة منهجها دون أن يتركوا لأحد عليهم فضلاً ولا منّة إلا فضل الله ومنته.
وبعد أن اكتمل البناء وانتشر النماء واستقر الأمر وأخرجت الأرض خيراتها وسار الراكب من شمالها إلى جنوبها لا يخشى إلا الله التفتوا إلى الشقيق والصديق والقريب والبعيد وعامة الدول وخاصتها فأمنوا الخائف وأغاثوا الملهوف ونصروا المظلوم صابرين على من عق من الأبناء ومن جفا من الأشقاء ومن خان من الأصدقاء .
واليوم ومع ما تمر به المنطقة من تغيّرات متسارعة وأخطار متتالية أخذت القيادة السعودية على عاتقها حماية أمنها من العابثين ومكتسباتها من المخرّبين وحدودها من المتربصين وكيانها من المتآمرين فقامت بإعادة ترتيب البيت السعودي داخلياً وأعادت توجيه علاقاتها خارجياً ورصت الصفوف لمن رصوا البنادق وحفرت القبور لمن حفروا الخنادق .